* (وما يضل به إلا الفاسقين) * أي الخارجين عن حد الإيمان كقوله تعالى * (إن المنافقين هم الفاسقون) * من قولهم فسقت الرطبة عن قشرها إذا خرجت وأصل الفسق الخروج عن القصد قال رؤبة (فواسقا عن قصدها جوائرا) والفاسق في الشرع الخارج عن أمر الله بارتكاب الكبيرة وله درجات ثلاث الأولى التغابي وهو أن يرتكبها أحيانا مستقبحا إياها. الثانية الانهماك وهو أن يعتاد ارتكابها غير مبال بها. الثالثة الجحود وهو أن يرتكبها مستصوبا إياها فإذا شارف هذا المقام وتخطى خططه خلع ربقة الإيمان من عنقه ولا بس الكفر وما دام هو في درجة التغابي أو الانهماك فلا يسلب عنه اسم المؤمن لاتصافه بالتصديق الذي هو مسمى الإيمان ولقوله تعالى * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) * والمعتزلة لما قالوا الإيمان عبارة عن مجموع التصديق والإقرار والعمل والكفر تكذيب الحق وجحوده جعلوه قسما ثالثا نازلا بين منزلتي المؤمن والكافر لمشاركته كل واحد منهما في بعض الأحكام وتخصيص الإضلال بهم مرتبا على صفة الفسق يدل على أنه الذي أعدهم للإضلال وأدى بهم إلى الضلال وذلك لأن كفرهم وعدولهم عن الحق وإصرارهم بالباطل صرفت وجوه أفكارهم عن حكمة المثل إلى حقارة الممثل به حتى رسخت به جهالتهم وازدادت ضلالتهم فأنكروه واستهزؤوا به وقرئ يضل بالبناء للمفعول والفاسقون بالرفع. * (الذين ينقضون عهد الله) * صفة للفاسقين للذم وتقرير الفسق والنقض فسخ
(٢٦٣)