تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٤٩
* (من قبل) * أي من قبل هذا في الدنيا جعل ثمر الجنة من جنس ثمر الدنيا لتميل النفس إليه أول ما يرى فإنه الطباع مائلة إلى المألوف متنفرة عن غيره ويتبين لها مزيته وكنه النعمة فيه إذ لو كان جنسا لم يعهد ظن أنه لا يكون إلا كذلك أو في الجنة لأن طعامها متشابه في الصورة كما حكى ابن كثير عن الحسن رضي الله عنهما أن أحدهم يؤتى بالصحفة فيأكل منها ثم يؤتى بأخرى فيراها مثل الأولى فيقول ذلك فيقول الملك كل فاللون واحد والطعم مختلف أو كما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال والذي نفس محمد بيده إن الرجل من أهل الجنة ليتناول الثمرة ليأكلها فما هي بواصلة إلى فيه حتى يبدل الله تعالى مكانها مثلها فلعلهم إذ رأوها على الهيئة الأولى قالوا ذلك والأول أظهر لمحافظته على عموم * (كلما) * فإنه يدل على ترديدهم هذا القول كل مرة رزقوا والداعي لهم إلى ذلك فرط استغرابهم وتبجحهم بما وجدوا من التفاوت العظيم في اللذة والتشابه البليغ في الصورة.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»