تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٥٠
* (وأتوا به متشابها) * اعتراض يقرر ذلك والضمير على الأول راجع إلى ما رزقوا في الدارين فإنه مدلول عليه بقوله عز من قائل * (هذا الذي رزقنا من قبل) * ونظيره قوله عز وجل * (إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما) * أي بجنسي الغني والفقير وعلى الثاني إلى الرزق فإن قيل التشابه هو التماثل في الصفة وهو مفقود بين ثمرات الدنيا والآخرة كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ليس في الجنة من أطعمة إلا الأسماء قلت التشابه بينهما حاصل في الصورة التي هي مناط الاسم دون المقدار والطعم وهو كاف في إطلاق التشابه هذا وإن للآية الكريمة محملا آخر وهو أن مستلذات أهل الجنة في مقابلة ما رزقوا في الدنيا من المعارف والطاعات متفاوتة في اللذة بحسب تفاوتها فيحتمل أن يكون المراد من * (هذا الذي رزقنا) * أنه ثوابه ومن تشابههما تماثلهما في
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»