تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١١٦
ممتحنين في الظلمات بأنواع البلاء، ولا قدر ولا مقدار لنا في حضرتك، حتى تؤاخذنا بذنوبنا * (ربنا ولا تحمل علينا إصرا) * في ذاتنا وصفاتنا وأفعالنا، فتأصرنا وتحبسنا في مكاننا مهجورين عنك، فإنه لا ثقل أثقل منها * (كما حملته على الذين من قبلنا) * من المحتجبين بظواهر الأفعال أو بواطن الصفات * (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) * من ثقل الهجران والحرمان عن وصالك، ومشاهدة جمالك، بحجب جلالك * (واعف عنا) * سيئات أفعالنا وصفاتنا فإنها كلها سيئات حجبتنا عنك، وحرمتنا برد عفوك ولذة رضوانك * (واغفر لنا) * ذنوب وجوداتنا فإنها أكبر الكبائر كما قيل.
* إذا قلت ما أذنبت قالت مجيبة * وجودك ذنب لا يقاس به ذنب * * (وارحمنا) * بالوجود الموهوب بعد الفناء * (أنت مولانا) * ناصرنا ومتولي أمورنا * (فانصرنا) * فإن من حق الولي أن ينصر من يتولاه، أو سيدنا، ومن حق السيد أن ينصر عبيده * (على القوم الكافرين) * من قوى نفوسنا الأمارة وصفاتها، وجنود شياطين أوهامنا وخيالاتنا، المحجوبين عنك، الحاجبين إيانا بكفرها وظلمتها.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»