تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٤٣٤
وبقاءهم * (فإذا جاء وعد ربي) * بالقيامة الصغرى * (جعله دكا) * باطلا، منهدما، لامتناع العمل به عند الموت وخراب الآلات البدنية.
* (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) * بالاضطراب والاختلاط، أي: تركناهم يختلطون لاجتماعهم في الروح مع عدم الحيلولة * (ونفخ في الصور) * للبعث في النشأة الثانية * (فجمعناهم جمعا) * أو بالقيامة الكبرى حال الفناء وظهور الحق. جعله دكا لارتفاع العلم والحكمة هناك، وظهور معنى الحل والإباحة بتجلي الأفعال الإلهية وانتفاء الغير وفعله، * (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) *، حيارى، مختلطين شيئا واحدا لا حراك بهم. * (ونفخ في الصور) * بالإيجاد بالوجود الحقاني حال البقاء * (فجمعناهم جمعا) * في التوحيد والاستقامة والتمكين وكونهم بالله لا بأنفسهم.
[تفسير سورة الكهف من آية 100 إلى آية 110] * (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين) * أي: يوم القيامة الصغرى يتعذب المحجوبون عن الحق بأنواع العذاب والنيران كما ذكر في سورة (الأنعام) أو في ذلك الشهود، أي: ظهر لصاحب القيامة الكبرى تعذبهم في نار جهنم * (كانت أعينهم في غطاء عن ذكري) * أي: محجوبة عن آياتي وتجليات صفاتي الموجبة لذكري * (لا يبغون عنها حولا) * أي: تحولا لبلوغهم الكمال الذي يقتضيه استعدادهم، فلا شوق لهم إلى ما وكونهم في وراءه وإن وجد كمال وراء ذلك لعدم إدراكهم له فلا ذوق ولا شوق، وكونهم في مقابلة المشركين المحجوبين عن الحق بالغير. وكون جناتهم جنات الفردوس يدلان على أن المراد بهم هم الموحدون الكاملون الاستعداد الذين لا كمال فوق كمالهم، فلا يبقى شيء وراء مرتبتهم، يريدون التحول إليه.
* (قل لو كان البحر) * أي: بحر الهيولى القابلة للصور الممدة لها في الظهور * (مدادا لكلمات ربي) * من المعاني والحقائق والأعيان والأرواح * (لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) * لكونها غير متناهية وامتناع وفاء المتناهي بغير المتناهي، والله أعلم.
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434