تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١١٣
أسوأ حالا من جميع مرتكبي الكبائر، فإن كل مكتسب له توكل ما في كسبه قليلا كان أو كثيرا، كالتاجر والزارع والمحترف، إذ لم يعينوا أرزاقهم بعقولهم ولم تتعين لهم قبل الاكتساب فهم على غير معلوم في الحقيقة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' أبى الله أن يرزق المؤمن إلا من حيث لا يعلم '. وأما آكل الربا فقد عين على آخذه مكسبه ورزقه سواء ريح الآخذ أو خسر، فهو محجوب عن ربه بنفسه وعن رزقه بتعيينه، لا توكل له أصلا، فوكله الله تعالى إلى نفسه وعقله، وأخرجه من حفظه وكلاءته، فاختطفه الجن وخبلته، فيقوم يوم القيامة ولا رابطة بينه وبين الله كسائر الناس المرتبطين به بالتوكل، فيكون كالمصروع الذي مسه الشيطان فتخبطه لا يهتدي إلى مقصد * (ذلك بأنهم قالوا) * أي: ذلك بسبب احتجابهم بقياسهم وأول من قاس إبليس فيكونون من أصحابه مطرودين مثله.
تفسير سورة البقرة من آية 276 إلى آية 283] * (يمحق الله الربا) * وإن كان زيادة في الظاهر * (ويربي الصدقات) * وإن كان
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»