تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٠١
* (يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه) * يسألونك عن جهاد النفس وأعوانها، والشيطان وجنوده في وقت التوجه والسلوك إلى الحق وجمعية الباطن الحرام فيه حركة السر * (قل) * الجهاد في ذلك الوقت أمر عظيم شاق، وصرف وجوهكم عن سبيل الله، ومقام السر، ومحل الحضور احتجاب عن الحق، وإخراج أهل القلب الذين هم القوى الروحانية عن مقارهم أعظم وأكبر عند الله، وفتنة الشرك والكفر وبلاؤهما عليكم أشد من قتلكم إياهم بسيف الرياضة. ولا تزال تلك القوى النفسانية والأهواء الشيطانية يقاتلونكم بذبكم عن دينكم ومقصدكم، ودعوتكم إلى دين الهوى والشيطان * (حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه) * باتباعهم * (فأولئك حبطت أعمالهم) * التي عملوها في الاستسلام والانقياد * (وأولئك أصحاب) * نار الحجاب والتعذيب * (هم فيها خالدون) *.
* (إن الذين آمنوا) * يقينا * (وهاجروا) * أوطان النفس ومألوفات الهوى * (وجاهدوا في سبيل الله) * وجنود الشيطان والنفس الأمارة * (أولئك يرجون رحمة الله) * تجليات الصفات وأنوار المشاهدة. * (يسئلونك عن) * خمر الهوى وحب الدنيا وميسر احتيال النفس في جدب الحظ * (قل فيهما إثم) * الحجاب والبعد * (ومنافع للناس) * في باب المعاش وتحصيل اللذة النفسانية، والفرح بالذهول عن الهيئات الرديئة المشوشة والهموم المكدرة. * (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم) * أي: أوطانهم المألوفة ومقار نفوسهم المعهودة ومقاماتهم ومراتبهم من الدنيا وما ركنوا إليها بدواعي الهوى،
(١٠١)
مفاتيح البحث: سبيل الله (2)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»