تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٩٠
[آية 185 - 187] * (شهر رمضان) * أي: احتراق النفس بنور الحق * (الذي أنزل فيه) * في ذلك الوقت * (القرآن) * أي: العلم الجامع الإجمالي، المسمى بالعقل القرآني الموصل إلى مقام الجمع - هداية للناس إلى الوحدة باعتبار الجمع * (وبينات من الهدى) * ودلائل متصلة من الجمع والفرق، أي: العلم التفصيلي المسمى بالعقل الفرقاني - فمن حضر منكم في ذلك الوقت، أي: بلغ مقام شهود الذات * (فليصمه) * أي: فليمسك عن قول وفعل وحركة ليس بالحق فيه * (ومن كان مريضا) * أي: مبتلى بأمراض قلبه من الحجب النفسانية المانعة من ذلك الشهود * (أو على سفر) * أي: في سلوك بعد ولم يصل إلى الشهود الذاتي، فعليه مراتب أخر يقطعها حتى يصل إلى ذلك المقام * (يريد الله بكم اليسر) * بالوصول إلى مقام التوحيد والامتداد بقدرة الله * (ولا يريد بكم العسر) * أي: تكلف الأفعال بالنفس الضعيفة العاجزة * (ولتكملوا العدة) * ولتتمموا تلك المراتب والأحوال والمقامات الموصلة. ولتعظموا الله وتعرفوا عظمته وكبرياءه على هدايته إياكم إلى مقام الجمع * (ولعلكم تشكرون) * بالاستقامة أمركم بذلك.
* (وإذا سألك عبادي) * السالكون الطالبون المتوجهون إلي، عن معرفتي * (فإني قريب) * ظاهر * (أجيب دعوة) * من يدعوني بلسان الحال والاستعداد بإعطائه ما اقتضى حاله واستعداده * (فليستجيبوا لي) * بتصفية الاستعداد بالزهد والعبادة، فإني أدعوهم إلى نفسي وأعلمهم كيفية السلوك إلي، وليشاهدوني عند التصفية، فإني أتجلى عليهم في مرائي قلوبهم لكي يرشدوا بالاستقامة، أي: لكي يستقيموا ويصلحوا.
* (أحل لكم) * أي: أبيح لكم * (ليلة الصيام) * أي: في وقت الغفلة الذي يتخلل ذلك الإمساك المذكور في زمان حضوركم * (الرفث إلى نسائكم) * التنزل إلى مقارفة
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»