تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٩١
نفوسكم بحظوظها إذ لا مصابرة لكم عنها لكونها تلابسكم وكونكم تلابسونها بالتعلق الضروري * (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم) * باستراق الحظوظ في أزمنة تلك السلوك والرياضة والحضور * (فتاب عليكم وعفا عنكم) * * (فالآن) * أي: في وقت الاستقامة والتمكين حال البقاء بعد الفناء * (باشروهن) * في أوقات الغفلات * (وأبتقوا ما كتب الله لكم) * من التقوى والتكمن بتلك الحظوظ على توفير حقوق الاستقامة والقيام بما أمر الله به من العبودية والدعوة إليه * (وكلوا واشربوا) * أي: كونوا مع رفقها * (حتى يتبين لكم الحبط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) * حتى تظهر عليكم بوادي الحضور ولوامعه وتغلب آثاره وأنواره على سواد الغفلة وظلمتها، ثم كونوا على الإمساك المذكور بالحضور مع الحق حتى يأتي زمان الغفلة، لولا ذلك لما أمكنه القيام بمصالح معاشه ومهماته. ولا تقاربوهن في حال كونكم معتكفين مقيمين حاضرين في مساجد قلوبكم وإلا لتشوش وقتكم بظهورها.
[آية 188 - 189] * (ولا تأكلوا أموالكم) * معارفكم ومعلوماتكم * (بينكم) * بباطل شهوات النفس ولذاتها بتحصيل مآربها واكتساب مقاصدها الحسية والخيالية باستعمالها * (وتدلوا بها) * وترسلوا إلى حكام النفوس الأمارة بالسوء * (لتأكلوا فريقا من أموال) * القوى الروحانية * (بالإثم) * أي: بالظلم لصرفكم إياها في ملاذ القوى النفسانية * (وأنتم تعلمون) * أن ذلك إثم ووضع للشيء في غير موضعه.
* (يسئلونك عن الأهلة) * أي: عن الطوالع القلبية عند إشراق نور الروح عليها * (قل هي مواقيت للناس) * أي: أوقات وجوب المعاملة في سبيل الله وعزيمة السلوك، وطواف بيت القلب، والوقوف في مقام المعرفة * (وليس البر بأن تأتوا) * بيوت قلوبكم * (من ظهورها) * من طرق حواسكم ومعلوماتكم المأخوذة من المشاعر البدنية فإن ظهر القلب هو الجهة التي تلي البدن * (ولكن البر) * بر * (من اتقى) * شواغل الحواس وهواجس الخيال ووساوس النفس * (وأتوا البيوت من أبوابها) * الباطنة التي تلي الروح والحق، فإن باب القلب هو الطريق الذي انفتح منه إلى الحق * (واتقوا الله) * في الاشتغال بما يشغلكم عنه * (لعلكم تفلحون) *.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»