تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٨٧
العدالة أن يستعمل من المرزوقات * (واشكروا لله) * باستعمالها فيما يجب أن تستعمل على الوجه الذي ينبغي أن تستعمل بالقدر الذي ينبغي، فإن التوحيد يقتضي مراعاة الاعتدال والعدالة في كل شيء اقتضاء الذات ظلها ولازمها عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى: ((إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر غيري)).
[آية 173 - 177] * (إنما حرم عليكم الميتة) * لجمود الدم فيها، وبعدها عن الاعتدال بانحراف المزاج * (والدم) * لاختلاطه بالفضلات النجسة البعيدة عن قبول الحياة والعدالة والنورية وعدم صلاحيته لذلك بعد لقصور النضج * (ولحم الخنزير) * لغلبة السبعية والشره ومباشرة القاذورات والدياثة على طبعه فيولد في أكله مثل ذلك * (وما أهل به لغير الله) * أي: رفع الصوت بذبحه لغير الله يعني ما قصد بذبحه وأكله الشرك لمنافاته التوحيد سفيرا عن الشرك. ويفهم منه ما يقوى آكله به على الكلام ورفع الصوت لغير الله أي:
كل ما يؤكل لا على التوحيد فهو محرم على آكله * (فمن اضطر) * أي: من الجماعة * (غير باغ) * على مضطر آخر باستئثاره * (ولا عاد) * سد الرمق * (فلا إثم عليه) *. * (ما يأكلون في بطونهم) * أي: ملء بطونهم إلا ما هو وقود نار الحرمان وسبب اشتعال نيران الطبيعة الحاجبة عن نور الحق المعذبة بهيئات السوء المظلمة الموقعة صاحبها في جحيم الهيولى الجسمانية * (ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم) * عبارة عن شدة غضبه عليهم وبعدهم عنه.
* (ليس البر أن تولوا وجوهكم) * مشرق عالم الأرواح ومغرب عالم الأجساد، فإنه تقيد واحتجاب * (ولكن البر) * بر الموحدين الذين آمنوا بالله والمعاد في مقام
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»