تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٨١
يصغر المخلوق في عينك)). ولإتمامي نعمة الكمال عليكم ولإرادتي اهتداؤكم أمرتكم بدوام الحضور والمراقبة.
[آية 151 - 154] * (كما أرسلنا) * أي: كما ذكرتم بإرسال رسول * (فيكم) * من جنسكم ليمكنكم التلقي والتعلم، وقبول الهداية منه لجنسية النفس ورابطة البشرية * (فاذكروني) * بالإجابة والطاعة والإرادة * (أذكركم) * بالمزيد والتوالي للسلوك وإفاضة نور اليقين * (واشكروا لي) * على نعمة الإرسال والهداية بسلوك صراطي على قدم المحبة أزدكم عرفاني ومحبتي * (ولا تكفرون) * بالفترة والاحتجاب بنعمة الدين عن المنعم، فإنه كفران بل كفر.
* (يا أيها الذين آمنوا) * الإيمان العياني * (استعينوا بالصبر) * معي عند سطوات تجليات عظمتي وكبريائي * (والصلاة) * أي: الشهود الحقيقي بي * (إن الله مع الصابرين) * المطيقين لتجليات أنواره.
* (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله) * أي: يجعل فانيا مقتولة نفسه في سلوك سبيل التوحيد ميتا عن هواه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((موتوا قبل أن تموتوا)). هم * (أموات) * أي: عجزة مساكين * (بل) * هم * (أحياء) * عند ربهم بالحياة الحقيقية، وحياة الله الدائمة السرمدية، شهداء الله بالحضور الذاتي، قادرون به * (ولكن لا تشعرون) * لعمى بصيرتكم وحرمانكم عن النور الذي تبصر به القلوب أعيان عالم القدوس وحقائق الأرواح.
[آية 155] * (ولنبلونكم بشيء من الخوف) * أي: خوفي الموجب لانكسار النفس وانهزامها * (والجوع) * الموجب لنهك البدن، وضعف قواه، ورفع حجاب الهوى، وسد طريق الشيطان إلى القلب * (ونقص من الأموال) * التي هي مواد الشهوات المقوية للنفس الزائدة في طغيانها * (والأنفس) * المستولية على القلب بصفاتها، والمستغنية بذاتها، ليزيد بنقصها القلب ويقوى، أو أنفس الأقرباء والأصدقاء الذين تأوون إليهم
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»