تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣٢٠
* (أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار) * لتعذب قلوبهم بالحجب الدنيوية وحرمانها عن مقتضى استعدادها وتألمها بما لا يلائمها من مكسوباتها * (وحبط ما صنعوا) * من أعمال البر في الآخرة لكونها بنية الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم: ' الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ' إلى آخر الحديث.
* (أفمن كان على بينة من ربه) * أي: أمن كان يريد الحياة الدنيا فمن كان على بينة من ربه يعني بعد ما بينهما في المرتبة بعدا عظيما من كان على بينة أي: يقين برهاني عقلي أو وجداني كشفي ويتبع ذلك اليقين * (شاهد) * من ربه أي: القرآن المصدق للبرهان العقلي في التوحيد وصحة النبوة وأصول الدين، ومن قبل هذا القرآن * (كتاب موسى) * أي: يتبع البرهان من قبل هذا الكتاب كتاب موسى في حال كونه * (إماما) * يؤتم به وقدوة يتمسك بها في تحقيق المطالب ورحمة رحيمية تهدي الناس وتزكيهم وتعلمهم الحكم والشرائع * (أولئك يؤمنون به) * بالحقيقة دون الطالبين لحظوظ الدنيا.
* (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بإثبات وجود غيره وإسناد صفته من الكلام ونحوه إلى الغير * (أولئك يعرضون على ربهم) * بالوقف في الموقف الأول محجوبين مخذولين * (ويقول الأشهاد) * الموحدون * (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) * بالشرك ثم طردوا ولعنوا بسبب شركهم الذي هو أعظم الظلم * (الذين يصدون) * الناس عن سبيل التوحيد ويصفونها بالاعوجاج مع استقامتها وهم مع احتجابهم عن الحق محجوبون عن الآخرة دون غيرهم من أهل الأديان.
[تفسير سورة هود من آية 23 إلى آية 28] * (إن الذين آمنوا) * الإيمان اليقيني الغيبي * (وعملوا) * الأعمال التي تصلحهم للقاء الله وتقربهم إليه من التوبة والزهد الحقيقي والإنابة والعبادة والصبر والشكر وما يناسبها من أعمال أهل السلوك ومقاماتهم * (وأخبتوا إلى ربهم) * وتذللوا واطمأنوا إليه بالشوق وانقطعوا إليه متفانين فيه * (أولئك أصحاب) * جنة القلوب * (هم فيها خالدون).
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»