تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٤٠
يصدر عنه واقتضائه له * (لا مبدل) * لأحكامه الأزلية * (وهو السميع) * لما يظهرون من الأقوال والأفعال المقدرة * (العليم) * بما يخفون * (أكثر من في الأرض) * أي: من في الجهة السفلية بالركون إلى الدنيا وعالم النفس والطبيعة * (يضلوك عن سبيل الله) * بتزيينهم زخارفهم عليك ودعوتهم إياك إلى ما هم فيه * (إن يتبعون إلا الظن) * لكونهم محجوبين في مقام النفس بالأوهام والخيالات عن اليقين * (وإن هم إلا) * يخمنون المعاني بالصور والآخرة بالدنيا، ويقدرون أحوال المعاد وذات الحق وصفاته كأحوال المعاش وذواتهم وصفاتهم فيشركون ويحلون بعض المحرمات.
* (فكلوا) * إلى آخره، معلوم مما مر في (المائدة) ومسبب للنهي عن طاعة المضلين واتباعهم * (ظاهر الإثم) * سيئات الأعمال والأقوال الظاهرة على الجوارح * (وباطنه) * العقائد الفاسدة والعزائم الباطلة * (أو من كان ميتا) * بالجهل، وهو النفس وباحتجاجه بصفاتها * (فأحييناه) * بالعلم ومحبة الحق أو بكشف حجب صفاته بتجليات صفاتنا * (وجعلنا له نورا) * من هدايتنا وعلمنا أو نورا من صفاتنا أو نورا منا بقيوميتنا له بذاتنا على حسب مراتبه، كمن صفته هذا، أي: هذا القول وهو أنه في ظلمات من نفسه وصفاتها وأفعالها ليس بخارج منها * (كذلك زين) * للمحجوبين عملهم فاحتجبوا به.
[تفسير سورة الأنعام من آية 123 إلى آية 125 * (وكذلك جعلنا في كل قرية) * للحكمة المذكورة في إعلاء الأنبياء وكذا في قرية وجود الإنسان التي هي البدن، جعلنا أكابر مجرميها من قوى النفس الأمارة ليمكروا فيها بإضلال القلب وفتنته وإغوائه * (وما يمكرون إلا بأنفسهم) * لأن عاقبة مكرهم راجعة إليهم باحتراقهم بنيران فقدان الآلات والأسباب في جحيم الهوى والحرمان عن اللذات والشهوات وحصول الآلات الجسمانية عند خراب البدن وعند المعاد والبعث في أقبح الصور على أسوأ الأحوال.
* (وإذا جاءتهم آية) * من صفة قلبية وإشراق نوري من هيئة ملكية خلقية، أو علم وحكمة وفيض من روح ينكرونها بالإعراض عنها، ويتمنون من قبل الوهم والخيال
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»