تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٣٦
رتبتها وقوتها وضعفها وجلائها وخفائها وغير متشابه فيه * (انظروا إلى ثمره إذا أثمر) * وراعوه بالمراقبة عند السلوك وبدء الحال، وليكن نظركم من اللذات إلى هذه الثمرات * (وينعه) * وكماله عند الوصول بالحضور * (إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون) * بالإيمان العلمي، ويوقنون هذه الآيات والأحوال التي عددناها.
* (وجعلوا لله شركاء الجن) * أي: جعلوا جن الوهم والخيال شركاء لله في طاعتهم لها وانقيادهم. وقد علموا أن الله خلقهم فكيف يعبدون غيره * (وخرقوا له) * اختلقوا بالافتراء المحض * (بنين) * من العقول * (وبنات) * من النفوس يعتقدون أنها مؤثرات ومجردات مثله تولدت منه * (بغير علم) * منهم أنها أسماؤه وصفاته لا تؤثر إلا به * (سبحانه وتعالى) * تنزه عن أن يكون وجودا مجردا مخصوصا بتعين خاص واحدا عن الموجودات المتعينة يصدر عنه وجودات العقول المجردة والنفوس وتعاظم * (عما يصفون) * به علوا كبيرا.
* (بديع السماوات والأرض) * أي: عديم النظير والمثل في سماوات عالم الأرواح وأرض عالم الأجساد * (أنى يكون له ولد) * أي: كيف يماثله شيء * (ولم تكن له صاحبة) * لأن الصاحبة لا تكون إلا مجانسة وهو لا يجانس شيئا، وإذا لم يجانس شيئا لم يماثله فلم يكن له مثل يتولد منه * (وخلق كل شيء) * بتخصيصه بتعين في ذاته وإيجاده بوجوده لا بأنه موجود مثله * (وهو بكل شيء عليم) * يحيط علمه بالعقول والنفوس وغيرها كما يحيط وجوده بها وهي محاطة لا تحيط بعلمه ولا تعلم إلا بعلمه ولا توجد إلا بوجوده فلا تماثله لأنها بأنفسها معدومة، وأنى يماثل المعدوم الموجود المطلق.
[تفسير سورة الأنعام من آية 102 إلى آية 108] * (ذلكم) * البديع العديم المثل الموصوف بجميع هذه الصفات * (الله ربكم لا إله) * في الوجود * (إلا هو) * أي: لا موجود إلا هو باعتبار الجمع * (خالق كل شيء) * باعتبار تفاصيل صفاته فخصوا العبادة به، أي: بالوجود الموصوف بجميع الصفات
(٢٣٦)
مفاتيح البحث: سورة الأنعام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»