الرسائل الفقهية - الوحيد البهبهاني - الصفحة ١٠١
إذا عرفت هذا، فاعلم أن السكر ليس مقصورا فيما ذكره المتأخرون من أنه لا يعرف السماء من الأرض، وأمثال ذلك، بشهادة الأخبار والعرف واللغة والاعتبار وقول الأطباء..
أما الأخبار، فبما رواه أبو الجارود، عن الباقر (عليه السلام) " عن النبيذ، أخمر هو؟ قال: ما زاد على الترك جودة فهو خمر " (1).
وفي توقيع الصاحب (عليه السلام): " إذا كان كثيره يسكر أو يغير، فقليله وكثيره حرام " (2).
وما رواه السكوني عن علي (عليه السلام) أنه أتي بشارب الخمر فاستقرأه، فقرأ القرآن، فألقى رداءه في أردية الناس، فلم يخلصه فحده (3).
وأما العرف، فيقسمون السكر إلى مزيل العقل وغير مزيل، والفقهاء أيضا قسموا ذلك، منه في تزويج السكران نفسه (4).
وربما ترى بعض السكرانين حركاتهم وكلماتهم مضبوطة وشعورهم بحالة بحيث يكون الجاهل بحاله يعتقد عدم سكره، لكن تصدر منه اختلالات دقيقة يسيرة (5)، والعارف بحاله يقول: هذا من سكره.

(١) الكافي: ٦ / ٤١٢ الحديث ٥، وسائل الشيعة: ٢٥ / ٣٤٣ الحديث ٣٢٠٨٠.
(٢) الاحتجاج للطبرسي:..، وسائل الشيعة: ٢٥ / ٣٨٣ الحديث ٣٢١٨٤.
(٣) من لا يحضره الفقيه: ٤ / ٥٣ الحديث ١٩١، تهذيب الأحكام: ١٠ / ٩٧ الحديث ٣٧٦، وسائل الشيعة: ٢٥ / ٢٣٧ الحديث ٣٤٦٤٩، وفيها: (أنه أتي بشارب الخمر واستقرأه القرآن فقرأ، فأخذ رداءه فألقاه مع أردية الناس وقال له: خلص رداءك، فلم يخلصه، فحده).
(٤) لاحظ! مختلف الشيعة: ٢ / ٥٣٨، نهاية المرام: ١ / 30.
(5) في النسخ: (يشيره)، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست