وأما الثالث: فقد روى النزال بن سبرة عن ابن مسعود أنه قال: ثلاثة أيام من كل شهر ويوم عاشوراء وقد زعم أرباب هذا القول أن الآية منسوخة بقوله:
* (شهر رمضان) * وفي هذا بعد كثير لأن قوله * (شهر رمضان) * جاء عقيب قوله * (كتب عليكم الصيام) * فهو كالتفسير للصيام والبيان له.
القول الثالث: إن التشبيه راجع إلى نفس الصوم لا إلى صفته ولا إلى عدده وبيان ذلك أن قوله تعالى * (كما كتب على الذين من قبلكم) * لا يدل على عدد ولا صفة ولا وقت وإنما يشير إلى نفس الصيام كيف وقد عقبه الله بقوله تعالى * (أياما معدودات) * فتلك يقع على يسير الأيام وكثيرها فلما قال تعالى: في نسق التلاوة شهر رمضان بين عدد الأيام المعدودات ووقتها وأمر بصومها فكان التشبيه الواقع في نفس الصوم. والمعنى كتب عليكم أن تصوموا كما كتب عليهم وأما صفة الصوم وعدده فمعلوم من وجوه أخر لا من نفس الآية وهذا المعنى مروي عن ابن أبي ليلى وقد أشار السدي والزجاج والقاضي أبو يعلى وما رأيت مفسرا يميل إلى التحقيق إلا وقد أومى إليه وهو الصحيح وما ذكره المفسرون فإنه شرح حال صوم المتقدمين وكيف كتب عليهم لأنه تفسير للآية وعلى هذا البيان لا تكون الآية منسوخة أصلا.
ذكر الآية الخامسة عشرة:
قوله تعالى: * (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) * اختلف المفسرون في معنى الآية على قولين:
القول الأول: انه يقتضي التخيير بين الصوم والإفطار مع الإطعام لأن معنى الكلام