تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٤
* (لا يصلاها) * لا يدخلها للخلود فيها * (إلا الأشقى الذي كذب وتولى) * إلا الكافر الذي كذب الرسل وأعرض عن الإيمان * (وسيجنبها) * وسيبعد منها * (الأتقى) * المؤمن * (الذي يؤتي ماله) * للفقراء * (يتزكى) * من الزكاة أي يطلب أ ن يكون عند الله زاكيا لا يريد به رياء ولا سمعة أو يتفعل من الزكاة ويتزكى إن جعلته بدلا من يؤتى فلا محل له لأنه داخل في حكم الصلة والصلات لا محل لها وإن جعلته حالا من الضمير في يؤتى فمحله النصب قال أبو عبيدة الاشقى بمعنى الشقي وهو الكافر والاتقى بمعنى التقى وهو المؤمن لأنه لا يختص بالمصلى أشقى الأشقياء ولا بالنجاة أتقى الأتقياء وان زعمت أنه نكر النار فأراد نارا مخصوصة بالأشقى فما تصنع بقوله وسيجنبها الأتقى لأن الأتقى يجنب تلك النار المخصوصة لا الأتقى منهم خاصة وقيل الآية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين فأريد أن يبالغ في صفتيهما فقيل الأشقى وجعل مختصا بالمصلى كأن النار لم تخلق إلا له وقيل الأتقى وجعل مختصا بالنجاة كأن الحنة لم تخلق إلا له وقيل هما أبو جهل وأبو بكر وفيه بطلان زعم المرجئة لأنهم يقولون لا يدخل النار إلا كافر * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه) * أي وما لأحد عند الله نعمة يجازية بها إلا أن يفعل فعلا يبتغى به وجه فيجازيه عليه * (الأعلى) * هو الرفيع بسلطانه المنيع في شأنه وبرهانه ولم يرد به العلو من حيث المكان فذا آية الحدثان * (ولسوف يرضى) * موعد بالثواب الذي يرضيه ويقر عينه وهو كقوله تعالى لنبية عليه السلام ولسوف يعطيك ربك فترضى سورة الضحى مكية وهى إحدى عشر آية بسم الله الرحمن الرحيم * (والضحى) * المراد به وقت الضحى وهو صدر النهار حين ترتفع الشمس وإنما خص وقت الضحى بالقسم لأنها الساعة التي كلم فيها موسى عليه السلام وألقى فيها السحرة سجدا أو النهار كله لمقابلته بالليل في قوله * (والليل إذا سجى) * سكن والمراد سكون الناس والأصوات فيه وجواب القسم * (ما ودعك ربك وما قلى) * ما تركك منذ اختارك وما أبغضك منذ أحبك والتوديع مبالغة في الودع لأن من ودعك مفارقا فقد بالغ في تركك روى أن الوحي تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما فقال المشركون أن محمدا ودعه ربه وقلاه فنزلت وحذف الضمير من قلى كحذفه من الذاكرات
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»