تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٧
الرب وعن ابن عباس رضي الله عنهما فإذا فرغت من صلاتك فاجتهد في الدعاء واختلف أنه قبل السلام أو بعده ووجه الاتصال بما قبله أنه لما عدد عليه نعمه السالفة ومواعيده الآتية بعثه على الشكر والاجتهاد في العبادرة والنصب فيها وأن يواصل بين بعضها وبعض ولا يخلى وقتا من أوقاته منها فإذا فرغ من عبادة ذبنها بخرى * (وإلى ربك فارغب) * واجعل وغبتك إليه خصوصا ولا تسأل الا فضله متوكلا عليه وعلى الله فليتوكل المؤمنون سورة التين مكية وهى ثمان آيات بسم الله الرحمن الرحيم * (والتين والزيتون) * أقسم بهما لأنهما عجيبان من بين الأشجار المثمرة روى أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه كلوا فلو قلت أن فاكهة أنزلت من الجنة لقلت هذه لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس وقال نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة وقال هي سواكى وسواك الأنبياء قبلي وعن ابن عباس رضي الله عنهما هو تينكم هذا وزيتونكم هذا وقيل هما جبلان بالشام منبتاهما * (وطور سينين) * أضيف الطور وهو الجبل إلى سينين وهى البقعة ونحو سينون بيرون في جواز الاعراب بالواو والياء والاقرار على الياء وتحريك النون بحركات الاعراب * (وهذا البلد) * يعنى مكة * (الأمين) * من أمن الرجل أمانة فهو أمين وأمانته أنه يحفظ من دخله كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه ومعنى القسم بهذه الأشياء الإبانة عن شرف البقاع المباركة وما ظهر فيها من الخير والبركة بسكنى الأنبياء والأولياء فنبت التين والزيتون مهاجر إبراهيم ومولد عيسى ومنشؤة والطور المكان الذي نودي منه موسى ومكة مكان البيت الذي هو هدى للعالمين ومولد نبينا ومبعثه صلوات الله عليهم أجمعين أو الأولان قسم بمهبط الوحي على عيسى والثالث على موسى والرابع على محمد عليهم السلام وجواب القسم * (لقد خلقنا الإنسان) * وهو جنس * (في أحسن تقويم) * في أحسن تعديل لشكله وصورته وتسوية أعضائه * (ثم رددناه أسفل سافلين) * أي ثم كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة تلك الخلقة الحسنة القويمة السوية أن رددناه أسفل من سفل خلقا وتركيبا يعنى أقبح من قبح صورة وهم أصحاب النار أو أسفل من سفل من أهل الدركات أو ثم رددناه بعد ذلك التقويم والتحسين أسفل من سفل في حسن الصورة والشكل حيث نكسناه في خلقه فقوس ظهره بعد اعتداله وأبيض شعره بعد سواده وتشنن جلده وكل سمعه وبصره وتغير كل شئ منه فمشيه دليف وصونه
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»