تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢١٨
* (وكثير منهم فاسقون اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات) * باتباع الشهوات وكثير منهم * (فاسقون) * خارجون عن دينهم رافضون لما في الكتابين أي وقليل منهم مؤمنون * (اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون) * قيل هذا تمثيل لأثر الذكر في القلوب وأنه يحييها كما يحيي الغيث الأرض ان * (المصدقين والمصدقات) * بتشديد الدال وحده مكي وأبو بكر وهواسم قاعل من صدق وهم الذين صدقوا الله ورسوله يعني المؤمنين الباقون بتشديد الصاد والدال وهو اسم فاعل من تصدق فأدغمت التاء في الصادر وقرئ على الأصل * (وأقرضوا الله قرضا حسنا) * هو عطف على معنى الفعل في المصدقين لأن اللام بمعنى اللذين واسم الفاعل بمعنى الفعل وهو اصدقوا كأنه قيل إن الذين اصدقوا وأقرضوا القرض الحسن أن يتصدق من الطيب عن طيبة النفس وصحة النية على المستحق للصدق * (يضاعف لهم) * يضعف مكي وشامى ولهم أجر كريم أي الجنة * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم) * يريد أن المؤمنين بالله ورسله هم عند الله بمنزلة الصديقين والشهداء وهم الذين سبقوا إلى التصديق واستشهدوا في سبيل الله * (لهم أجرهم ونورهم) * أي مثل أجر الصديقين والشهداء ومثل نورهم ويجوز أن يكون والشهداء مبتدأ ولهم أجرهم خبره * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب) * كلعب الصبيان * (ولهو) * كلهو الفتيان * (وزينة) * كزينة النسوان * (وتفاخر بينكم) * كتفاخر الأفران * (وتكاثر) * كنكاثر الدهقان * (في الأموال والأولاد) * أي مباهاة بهما والتكاثر ادعاء الاستكثار * (كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا) * بعد خضرته * (ثم يكون حطاما) * متفتتا شبه حال الدنيا وسرعة تقضيها مع قدلة جدواها بنبات أنبته الغيث فاستوى وقوى وأعجب به الكفار الجاحدون لنعمة الله فيما رزقهم من الغيث والنبات فبعث عليه العاهة فهاج واصفر وصار حطاما عقوبة لهم على جحودهم كما فعل بأصحاب الجنة وصاحب الجنتين وقيل الكفار الزراع
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»