تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٢١
* (سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون) * نفسها فكان المعلق بها محالا مثلها ونظيره قول سعيد بن جبير للحجاج حين قال له والله لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى لو عرفت ان ذلك إليك ما عبدت الها غيرك وقيل إن كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا أول العابدين اى الموحدين لله المكذبين فولكم بإضافة الولد اليه وقيل إن كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا أول الآنفين من أن يكون له ولد من عبد يعبد إذا اشتد أنفه فهو عبد وعابد وقرئ العبدين وقيل هي ان النافية أي ما كان للرحمن ولد فأنا أول من قال وعبد ووحد وروى أن النضر قال الملائكة بنات الله فنزلت فقال النضر ألا ترون أنه صدقني فقال له الوليد ما صدقك ولكن قال ما كان للرحمن ولد فأنا أول الموحدين من أهل مكة ان لا ولد له ولد حمزة وعلى ثم نزه ذاته عن اتخاذ الولد فقال * (سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون) * أي هو رب السماوات والأرض والعرش فلا يكون جسما إذ لو كان جسما لم يقدر على خلقها وإذا لم يكن جسما لا يكون له ولد لأن التولد من صفة الأجسام * (فذرهم يخوضوا) * في باطلهم * (ويلعبوا) * في دنياهم * (حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) * أي القيامة وهذا دليل على أن ما يقولونه من باب الجهل والخوض واللعب * (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) * ضمن اسمه تعالى معنى وصف فلذلك علق به الظرف في قوله في السماء وفي الأرض كما نقول هو حاتم في طي وحاتم في تغلب على تضمين معنى الجواد الذي شهر به كأنك قلت هو جواد في طي جواد في تغلب وقرئ وهو الذي في السماء الله وفى الأرض الله ومثله قوله وهو الله في السماوات والأرض فكأنه ضمن معنى المعبود والراجع إلى الموصول محذوف لطول الكلام كفولهم ما انا بالذي قائل لك شيئا والتقدير وهو الذي هو في السماء اله واله يرتفع على أنه خبر مبتدأ مضمر ولا يرتفع اله بالابتداء وخبره في السماء لخلو الصلة حينئذ من عائد يعود إلى الموصول * (وهو الحكيم) * في اقولاه وافعاله * (العليم) * بما كان ويكون * (وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة) * اى علم قيامها * (وإليه ترجعون) * يرجعون مكي وحمزة على * (ولا يملك) * آلهتهم * (الذين يدعون) * أي يدعونهم * (من دونه) * من دون الله * (الشفاعة) * كما زعمو أنهم شفعاؤهم عند الله * (إلا من شهد بالحق) * اى ولكن من شهد بالحق بكلمة التوحيد * (وهم يعلمون) * أن الله ربهم حقا وعتقدون ذلك هو الذي يملك الشفاعة وهو استثناء منقطع
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»