تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١١٥
الزخرف (46 - 40)) * ولولا كثرة الباكين حولى على اخوانهم لقتلت نفسي * * ولا يبكون مثل اخى ولكن اعزى النفس عنه بالتأسي * اما هؤلاء فلا يؤسيهم اشتراكهم ولا يروجهم لعظم ما هم فيه وقيل الفاعل مضمر اى ولن ينفعكم هذا التمني أو الاعتذار لأنكم في العذاب مشتركون لاشتراككم في سببه وهو الكفر ويؤيده قراءه من قرأ بالكسر * (أفأنت تسمع الصم) * اى من فقد سمع القبول * (أو تهدي العمي) * اى من فقد البصر * (ومن كان في ضلال مبين) * ومن كان في علم الله انه يموت على الضلال * (فأما) * دخلت ما على أن توكيدا للشرط وكذا النون الثقيلة في * (نذهبن بك) * أي نتوفينك قبل أن ننصرك عليهم ونشفى صدور المؤمنين منهم * (فإنا منهم منتقمون) * أشد الانتقام في الآخرة * (أو نرينك الذي وعدناهم) * قبل أن نتوفينك يعنى يوم بدر * (فإنا عليهم مقتدرون) * قادرون وصفهم بشدة الشكيمة في الكفر والضلال بقوله أفأنت تسمع الصم الآية ثم أوعدهم بعذاب الدنيا والآخرة بقوله فاما نذهبن بك الآيتين * (فاستمسك) * فتمسك * (بالذي أوحي إليك) * وهو القرآن واعمل به * (إنك على صراط مستقيم) * اى على الدين الذي لا عوج له * (وإنه) * وان الذي أوحى إليك * (لذكر لك) * لشرف لك * (ولقومك) * ولأمتك * (وسوف تسألون) * عنه يوم القيامة وعن قيامكم بحقه وعن تعظيمكم له وعن شكركم هذه النعمة * (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) * ليس المراد بسؤال الرسل حقيقة السؤال ولكنه مجاز عن النظر في أديانهم والفحص عن مللهم هل جاءت عبادة الأوثان قط في ملة من ملل الأنبياء وكفاه نظر أو فحصا نظره في كتاب الله المعجز المصدق لما بين يديه واخبار الله فيه بأنهم يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وهذه الآية في نفسها كافية لا حاجة إلى غيرها وقيل إنه عليه السلام جمع له الأنبياء ليلة الاسراء فأمهم وقيل له سلهم فلم يشكك ولم يسأل وقيل معناه سل أمم من أرسلنا وهم أهل الكتابين أي التوراة والإنجيل وإنما يخبرونه عن كتب الرسل فإذا سألهم فكأنه سأل الأنبياء ومعنى هذا السؤال التقرير لعبدة الأوثان انهم على الباطل وسل بلا همزة مكي وعلى رسلنا أبو عمرو ثم سلى رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله * (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه) *
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»