تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٧
النحل (126 _ 128)) مبقور البطن فقال أما والذي أحلف به لأمثلن بسبعين مكانك فنزلت فكفر عن يمينه وكف عما أراده ولا خلاف في تحريم المثلة لورود الاخبار بالنهى عنها حتى بالكلب العقور * (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) * الضمير في له يرجع إلى مصدر صبرتم والمراد بالصابرين المخاطبون أي ولئن صبرتم لصبركم خير لكم فوضع الصابرين موضع الضمير ثناء من الله عليهم لأنهم صابرون على الشدائد ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم * (واصبر) * أنت فعزم عليه بالصبر * (وما صبرك إلا بالله) * أي بتوفيقه وتثبيته * (ولا تحزن عليهم) * على الكفار إن لم يؤمنوا وعلى المؤمنين وما فعل بهم الكفار فإنهم وصلوا إلى مطلوبهم * (ولا تك في ضيق مما يمكرون) * ضيق مكي والضيق تخفيف الضيق أي في امر ضيق ويجوز ان يكونا مصدرين كالقيل والقول والمعنى ولا يضيقن صدرك من مكرهم فإنه لا ينفذ عليك * (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) * أي هو ولى الذين اجتنبوا السيئات وولى العاملين بالطاعات قيل من اتقى في أفعاله وأحسن في أعماله كان الله معه في أحواله ومعينه نصرته في المأمور وعصمته في المحظور سورة بني إسرائيل مكية وهي مائة وعشر آيات بصرى واحدى عشرة آية كوفي وشامى بسم الله الرحمن الرحيم الإسراء (1)) * (سبحان) * تنزيه الله عن السوء وهو علم للتسبيح كعثمان للرجل وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره تقديره أسبح الله سبحان ثم نزل سبحان منزلة الفعل فسد مسده ودل على التنزيه البليغ * (الذي أسرى بعبده) * محمد صلى الله عليه وسلم وسرى وأسرى لغتان * (ليلا) * نصب على الظرف وقيده بالليل والاسراء لا يكون إلا بالليل للتأكيد أو ليدل بلفظ التنكير على تقليل مدة الاسراء وأنه أسرى به في بعض الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة * (من المسجد الحرام) * قيل أسرى به من دار أم هانىء بنت أبي طالب والمراد بالمسجد الحرام الحرم لاحاطته بالمسجد والتباسه به وعن ابن عباس رضي الله عنهما الحرم كله مسجد وقيل هو المسجد الحرام بعينه وهو الظاهر فقد
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»