تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٦
بأن الخلق لا غنى به عن الخالق * (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا) * هو فعل بمعنى مفعول أي ما يسكن اليه وينقطع إليه من بيت أو الف * (وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا) * هي قباب الأدم * (تستخفونها) * ترونها خفيفة المحمل في الضرب والنقض والنقل * (يوم ظعنكم) * بسكون العين كوفي وشامى وبفتح العين غيرهم والظعن بفتح العين وسكونها الارتحال * (ويوم إقامتكم) * قراركم في منازلكم والمعنى أنها خفيفة عليكم في أوقات السفر والحضر على أن اليوم بمعنى الوقت * (ومن أصوافها) * اي أصواف الضأن * (وأوبارها) * وأوبار الإبل * (وأشعارها) * واشعار المعز * (أثاثا) * متاع البيت * (ومتاعا) * وشيئا ينتفع به * (إلى حين) * مدة من الزمان * (والله جعل لكم مما خلق ظلالا) * كالأشجار والسقوف * (وجعل لكم من الجبال أكنانا) * جمع كن وهو ما سترك من كهف أو غار * (وجعل لكم سرابيل) * هي القمصان والثياب من الصوف والكتان والقطن * (تقيكم الحر) * وهي تقى البرد أيضا إلا أنه اكتفى بأحد الضدين ولأن الوقاية من الحر أهم عندهم سكون البرد يسيرا محتملا * (وسرابيل تقيكم بأسكم) * ودروعا من الحديد ترد عنكم سلاح عدوكم في قتالكم والبأس شدة الحرب والسربال وعام يقع على ما كان من حديد أو غيره * (كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون) * أي تنظرون في نعمته الفائضة فتؤمنون به وتقادون له * (فإن تولوا) * أعرضوا عن الاسلام * (فإنما عليك البلاغ المبين) * أي فلا تبعه عليك في ذلك لأن الذي عليك هو التبليغ الظاهر وقد فعلت * (يعرفون نعمة الله) * التي عددناها بأقوالهم فإنهم يقولون أنها من الله * (ثم ينكرونها) * بأفعالهم حيث عبدوا غير المنعم أو في الشدة ثم في الرخاء * (وأكثرهم الكافرون) * أي الجاحدون غير المعترفين أو نعمة الله نبوة محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يعرفونها ثم ينكرونها عنادا وأكثرهم الجاحدون المنكرون بقلوبهم وثم يدل على إنكارهم أمر مستبعد بعد حصول المعرفة لأن حق من عرف النعمة أن يعترف لا أن ينكر * (ويوم) * انتصابه باذكر * (نبعث) * نحشر
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»