تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٨
الإسراء (1 _ 4)) قال عليه السلام بينما انا في المسجد الحرام في ال عند البيت بين النائم واليقظان إذ أتاني جبريل بالبراق وقد عرج بي إلى السماء في تلك الليلة وكان العروج به من بيت المقدس وقد أخبر قريشا عن عيرهم وعدد جمالها وأحوالها وأخبرهم أيضا بما رأى في السماء من العجائب وأنه لقى الأنبياء عليهم السلام وبلغ البيت المعمور وسدرة المنتهى وكان الاسراء قبل الهجرة بسنة وكان في اليقظة وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت والله ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن عرج بروحه وعن معاوية مثله وعلى الأول الجمهور إذ لا فضيلة للحالم ولا مزية للنائم * (إلى المسجد الأقصى) * هو بيت المقدس لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد * (الذي باركنا حوله) * يريد بركات الدين والدنيا لأنه متعبد الأنبياء عليهم السلام ومهبط الوحي وهو محفوف بالأنهار الجارية والأشجار المثمرة * (لنريه) * أي محمدا عليه السلام * (من آياتنا) * الدالة على وحدانية الله وصدق نبوته وبرؤيته السماوات وما فيها من الآيات * (إنه هو السميع) * للأقوال * (البصير) * بالافعال ولقد تصرف الكلام على لفظ الغائب والمتكلم فقيل أسرى ثم باركنا ثم أنه هو وهي طريقة الالتفات التي هي من طريق البلاغة * (وآتينا موسى الكتاب وجعلناه) * أي الكتاب وهو التوراة * (هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا) * أي لا تتخذوا وبالياء أبو عمرو أي لئلا يتخذوا * (من دوني وكيلا) * ربا تكلون اليه أموركم * (ذرية من حملنا مع نوح) * نصب على الاختصاص أو على النداء فيمن قرأ لا تتخذوا بالياء على النهى أي قلنا لهم لا تتخذوا من دونى وكيلا يا ذرية من حملنا مع نوح * (أنه) * ان نوحا عليه السلام * (كان عبدا شكورا) * في السراء والضراء والشكر مقابلة النعمة بالثناء على المنعم وروى أنه كان لا يأكل ولا يشرب ولا يلبس الا قال الحمد لله وأنتم ذرية من آمن به وحمل معه فاجعلوه اسوتكم كما جعله آباؤكم اسوتهم وآية رشد الأبناء صحة الاقتداء بسنة الآباء وقد عرفتم حال الآباء هنالك فكونوا أيها الأبناء كذلك * (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض) * وأوحينا إليهم وحيا مقضيا أي مقطوعا مبتوتا بأنهم يفسدون في الأرض لا محالة والكتاب التوراة ولتفسدن جواب قسم محذوف أو جرى القضاء المبتوت مجرى القسم فيكون لتفسدن جوابا له كأنه قال وأقسمنا لتفسدن في الأرض * (مرتين) * أولاهما قتل زكرياء عليه السلام وحبس أرمياء عليه السلام حين أنذرهم سخط الله والأخرى قتل يحيى بن زكرياء عليهما السلام وقصد قتل عيسى عليه السلام * (ولتعلن علوا كبيرا) * ولتستكبرن عن طاعة الله من قوله أن فرعون علا في الأرض والمراد به البغى والظلم وغلبة
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»