الإسراء (5 _ 8)) المفسدين على المصلحين * (فإذا جاء وعد أولاهما) * أي وعد عقاب أولاهما * (بعثنا عليكم) * سلطنا عليكم * (عبادا لنا أولي بأس شديد) * أشداء في القتال يعنى سنجاريب وجنوده أو بختنصر أو جالوت قتلوا علماءهم وأحرقوا التوراة وخربوا المسجد وسبوا منهم سبعين ألفا * (فجاسوا خلال الديار) * ترددوا للغارة فيها قال الزجاج الجوس طلب الشيء بالاستقصاء * (وكان وعدا مفعولا) * وكان وعد العقاب وعد الأبدان يفعل * (ثم رددنا لكم الكرة) * أي الدولة والغلبة * (عليهم) * على الذين بعثوا عليكم حين تبتم ورجعتم عن الفساد والعلو قيل هي قتل بختنصر واستنقاذ بني إسرائيل أسراهم وأموالهم ورجوع الملك إليهم وقيل أعدنا لكم الدولة بملك طالوت وقتل داود جالوت * (وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) * مما كنتم وهو تمييز جمع نفر وهو من ينفر مع الرجل من قومه * (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها) * قيل اللام بمعنى على كقوله وعليها ما اكتسبت والصحيح أنها على بابها لأن اللام للاختصاص والعامل مختص بجزاء عمله حسنة كانت أو سيئة يعنى أن الاحسان والإساءة تختص بأنفسكم لا يتعدى النفع والضرر إلى غيركم وعن علي رضي الله عنه ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت اليه وتلاها * (فإذا جاء وعد الآخرة) * وعد المرة الآخرة بعثناهم * (ليسوؤوا) * أي هؤلاء * (وجوهكم) * وحذف لدلالة ذكره أولا عليه أي ليجعلوها بادية آثار المساءة والكآبة فيها كقوله سيئت وجوه الذين كفروا ليسوء شامي وحمزة وأبو بكر والضمير لله عز وجل أو للوعد أو للبعث لنسوء على * (وليدخلوا المسجد) * بيت المقدس * (كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) * ما علوا مفعول لتبروا أي ليهلكوا كل شيء غلبوه واستولوا عليه أو بمعنى مدة علوهم * (عسى ربكم أن يرحمكم) * بعد المرة الثانية ان تبتم توبة أخرى وانزجرتم عن المعاصي * (وإن عدتم) * مرة ثالثة * (عدنا) * إلى عقوبتكم وقد عادوا فأعاد الله عليهم النقمة بتسليط الأكاسرة وضرب الأتاوة عليهم وعن ابن عباس رضي الله عنهما سلط عليهم المؤمنون إلى
(٢٧٩)