تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٥
هو خبر مبتدأ محذوف أي منفعتهم فيما هم عليه من أفعال الجاهلية منفعة قليلة وعذابها عظيم * (وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل) * في سورة الأنعام يعنى وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر الآية * (وما ظلمناهم) * بالتحريم * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * فحرمنا عليهم عقوبة على معاصيهم * (ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة) * في موضع الحال أي عملوا السوء جاهلين غير متدبرين للعاقبة لغلبة الشهوة عليهم ومرادهم لذة الهوى لاعصيان المولى * (ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها) * من بعد التوبة * (لغفور) * بتكفير ما كثروا قبل من الجرائم * (رحيم) * بتوثيق ما وثقوا بعد من العزائم * (إن إبراهيم كان أمة) * انه كان وحده أمة من الأمم لكماله في جميع صفات الخير كقوله * ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد * وعن مجاهد كان مؤمنا وحده الناس كلهم كفار أو كان أمة بمعنى مأموم يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير * (قانتا لله) * هو القائم بما امره الله وقال ابن مسعود رضي الله عنه ان معاذا كان أمة قانتا لله فقيل له إنما هو إبراهيم عليه السلام فقال الأمة الذي يعلم الخير والقانت المطيع لله ورسوله وكان معاذ كذلك وقال عمر رضي الله عنه لو كان معاذ حيا لاستخلفته فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبو عبيدة أمين هذه الأمة ومعاذ أمة الله قانت لله ليس بينه وبين الله يوم القيامة إلا المرسلون * (حنيفا) * مائلا عن الأديان إلى ملة الاسلام * (ولم يك من المشركين) * نفى عنه الشرك تكذيبا لكفار قريش لزعمهم أنهم على ملة أبيهم إبراهيم وحذف النون للتشبيه بحروف اللين * (شاكرا لأنعمه) * روى أنه كان لا يتغدى إلا مع ضيف فلم يجد ذات يوم ضيفا فاخر غداءه فإذا هو بفوج من الملائكة في صورة البشر فدعاهم إلى الطعام فخيلوا له أن بهم جذاما فقال الآن وجبت مؤاكلتكم شكرا لله على أنه عافاني وابتلاكم * (اجتباه) * اختصه واصطفاه للنبوة * (وهداه إلى صراط مستقيم) * إلى ملة الاسلام * (وآتيناه في الدنيا حسنة) * نبوة وأموالا وأولادا أو تنويه الله بذكره فكل أهل دين يتولونه أو قول المصلى منا
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»