تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٩٣
البقرة (188 _ 190)) الرشوة يقال أدلى دلوه أي ألقاه في البئر للاستسقاء * (وأنتم تعلمون) * انكم على الباطل وارتكاب المعصية مع العلم بقبحها أقبح وصاحبه بالتوبيخ أحق قال معاذ بن جبل يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلئ ويستوى ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا لا يكون على حالة واحدة كالشمس فنزل * (يسألونك عن الأهلة) * جمع هلال سمى به لرفع الناس أصواتهم عند رؤيته * (قل هي مواقيت للناس والحج) * أي معالم يوقت بها الناس مزارعهم ومتاجرهم ومحال ديونهم وصومهم وفطرهم وعدة نسائهم وأيام حيضهن ومدة حملهن وغير ذلك ومعالم للحج يعرف بها وقته كان ناس من الأنصار إذا أحرموا لم يدخل أحد منهم حائطا ولا دار ولا فسطاطا من باب فإن كان من أهل الدر نقب نقبا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج وان كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء فنزل * (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) * أي ليس البر بتحرجكم من دخول الباب ولا خلاف في رفع البر هنا لأن الآية ثمة تحتمل الوجهين كما بينا فجاز الرفع والنصب ثمة وهذه لا تحتمل إلا وجها واحدا وهو الرفع إذ الباء لا تدخل إلا على خبر ليس * (ولكن البر) * بر * (من اتقى) * ما حرم الله البيوت وبابه مدنى وبصرى وحفص وهو الأصل مثل كعب وكعوب ومن كسر الباء فلمكان الياء بعدها ولكن هي توجب الخروج من كسر إلى ضم وكأنه قيل لهم عند سؤالهم عن الأهلة وعن الحكمة في نقصانها وتمامها معلوم أن كل ما يفعله الله تعالى لا يكون إلا حكمة فدعوا السؤال عنه وانظروا في خصلة واحدة تفعلونها مما ليس من البر في شيء وأنتم تحسبونها برا فهذا وجه اتصاله بما قبله ويحتمل أن يكون ذلك على طريق الاستطراد لما ذكر أنها مواقيت الحج لأنه كان من أفعالهم في الحج ويحتمل أن يكون هذا تمثيلا لتعكيسهم في سؤالهم و أن مثلهم فيه كمثل من يترك باب البيت ويدخل من ظهره والمعنى ليس البر وما ينبغي أن تكونوا عليه بأن تعكسوا في مسائلكم ولكن البر بر من اتقى ذلك وتجنبه ولم يجسر على مثله * (وأتوا البيوت من أبوابها) * أي وباشروا الأمور من وجوهها التي يجب أن تباشر عليها ولا تعكسوا أو المراحد وجوب الاعتقاد بأن جميع أفعاله تعالى حكمة وصواب من غير اختلاج شبهة ولا اعتراض شك في ذلك متى لا يسأل عنه لما في السؤال من الاتهام بمقارفة الشك لا يسأل عما يفعل وهم يسألون * (واتقوا الله) * فيما أمركم به ونهاكم عنه * (لعلكم تفلحون) * لتفوزوا بالنعيم السرمدي * (وقاتلوا في سبيل الله) * المقاتلة في سبيل الله الجهاد لاعلاء كلمة الله واعزاز الدين * (الذين يقاتلونكم) * يناجزونكم القتال دون المحاجزين وعلى هذا يكون منسوخا بقوله تعالى * (وقاتلوا المشركين) * كافة وقيل هي أول آية نزلت في القتال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل من قاتل ويكف عمن كف أو الذين يناصبونكم القتال دون من ليس من أهل
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»