البقرة (197 _ 198)) الكلام الفاحش * (ولا فسوق) * هو المعاصي أو السباب لقوله عليه السلام سباب المؤمن فسوق أو التنابز بالألقاب لقوله تعالى * (بئس الاسم الفسوق) * * (ولا جدال في الحج) * ولا مراء مع الرفقاء والخدم والمكارين و إنما أمر باجتناب ذلك وهو واجب الاجتناب في كل حال لأنه مع الحج أسمج كلبس الحرير في الصلاة والتطريب في قراءة القرآن والمراد بالنفي وجوب انتفائها وانها حقيقة بأن لا تكون وقرأ أبو عمرو ومكى الأولين بالرفع فحملاهما على معنى النهى كأنه قيل فلا يكونن رفث ولا فسوق والثالث بالنصب على معنى الاخبار بانتفاء الجدال كأنه قيل ولا شك ولا خلاف في الحج ثم حث على الخير عقيب النهى عن الشر وان يستعملوا مكان القبيح من الكلام الحسن ومكان الفسوق البر والتقوى ومكان الجدال الوفاق والأخلاق الجميلة بقوله تعالى * (وما تفعلوا من خير يعلمه الله) * اعلم بأنه عالم به يجازيكم عليه ورد قول من نفى علمه بالجزئيات كان أهل اليمن لا يتزودون ويقولون نحن متوكلون فيكونون كلا على الناس فنزل فيهم * (وتزودوا) * أي تزودوا واتقوا والاستطعام و إبرام الناس والتثقيل عليهم * (فإن خير الزاد التقوى) * أي الاتقاء عن الإبرام والتثقيل عليهم أو تزودوا للعماد باتقاء المحظورات فإن خير الزاد اتقاؤها * (واتقون) * وخافوا عقابي وهو مثل دعان * (يا أولي الألباب) * يا ذوى العقول يعنى أن قضية اللب تقوى الله ومن لم يتقه من الألباء فكأنه لالب له ونزل في قوم زعموا أن لا حج لجمال وتاجر وقالوا هؤلاء الداج وليسوا بالحاج * (ليس عليكم جناح أن تبتغوا) * في أن تبتغوا في مواسم الحج * (فضلا من ربكم) * عطاء وتفضيلا وهو النفع والربح بالتجارة والكراء * (فإذا أفضتم) * دفعتم بكثرة من إفاضة الماء وهو صبه بكثرة وأصله أفضتم أنفسكم فترك ذكر المفعول * (من عرفات) * هي علم للموقف سمى بجمع كازرعات و إنما صرفت لأن التاء فيها ليست للتأنيث بل هي مع الألف قبلها علامة جمع المؤنث وسميت بذلك لأنها وصفت لإبراهيم عليه السلام فلما رآها عرفها وقيل التقى فيها آدم وحواء فتعارفا وفيه دليل على وجوب الوقوف بعرفة لأن الإفاضة لا تكون إلا بعده * (فاذكروا الله) * بالتلبية والتهليل والتكبير والثناء والدعوات أو بصلاة المغرب والعشاء * (عند المشعر الحرام) * هو قزع وهو الجبل الذي يقف عليه الإمام وعليه المقيدة والمشعر المعلم لأنه معلم العبادة ووصف بالحرام لحرمته وسميت المزدلفة وجمعا لأن آدم عليه السلام اجتمع فيها مع حواء وازدلف إليها أي دنا منها أو لأنه يجمع فيها بين الصلاتين أو لأن الناس يزدلفون إلى الله تعالى أي يتقربون بالوقوف فيها * (واذكروه كما هداكم) * ما مصدرية أو كافة أي اذكروه ذكرا حسنا كما هداكم هداية حسنة أو اذكروه كما علمكم
(٩٧)