البقرة (181 _ 184)) * (فإنما إثمه على الذين يبدلونه) * فما اثم التبديل إلا على مبدليه دون غيرهم من الموصى والموصى له لأنهما بريئان من الحيف * (إن الله سميع) * لقول الموصى * (عليم) * يجور المبدل * (فمن خاف) * علم وهذا شائع في كلامهم يقولون أخاف أن ترسل السماء ويريدون الظن الغالب الجاري مجرى العلم * (من موص) * موص كوفي غير حفص * (جنفا) * ميلا عن الحق بالخطأ في الوصية * (أو إثما) * تعمدا للحيف * (فأصلح بينهم) * بين الموصى لهم وهم الولدان والأجر اقربون بإئهم على طريق الشرع * (فلا إثم عليه) * حينئذ لأن تبديله تبديل باطل إلى حق ذكر من يبدل بالباطل ثم من يبدل بالحق ليعلم أن كل تبديل لا يؤثم وقيل هذا في حال حياة الموصى أي فمن حضر وصيته فرآه على خلاف الشرع فنهاه عن ذلك وحمله على الصلاح فلا اثم على هذا الموصى بما قال أولا * (إن الله غفور رحيم يا أيها الذين آمنوا كتب) * أي فرض * (عليكم الصيام) * هو مصدر صام والمراد صيام شهر رمضان * (كما كتب) * أي كتابه مثل ما كتب فهو صفة مصدر محذوف * (على الذين من قبلكم) * على الأنبياء والأمم من لدن آدم عليه السلام إلى عهدكم فهو عبادة قديمة والتشبيه باعتبار أن كل أحد له صوم أيام أي أنتم متعبدون بالصيام في أيام كما تعبد من كان قبلكم * (لعلكم تتقون) * الماصى بالصيام لأن الصيام أظلف لنفسه وأردع لها من مواقعة السواء أو لعلكم تنتظمون في زمرة المتقين إذ الصوم شعارهم وانتصاب * (أياما) * بالصيام أي كتب عليكم أن تصوموا اباما * (معدودات) * موقتات بعدد معلوم أي قلائل وأصله أن المال القليل يقدر بالعدد لا الكثير * (فمن كان منكم مريضا) * يخاف من الصوم زيادة المرض * (أو على سفر) * أو راكب سفر * (فعدة) * فعليه عدة أي فأفطر فعليه صيام عدد أيام فطره والعدة بمعنى المعدود أي أمر أن يصوم أياما معدودة مكانها * (من أيام أخر) * سوى أيام مرضه وسفره و آخر لا ينصرف للوصف والعدل عن الألف واللام لأن لأصل في فعلى صفة أن تستعمل في الجمع بالألف واللام كالكبرى والكبر والصغرى الصغر * (وعلى الذين يطيقونه) * وعلى المطيقين للصيام الذين لاعذرلهم أن أفطروا * (فدية طعام مسكين) * نصف صاع من بر أو صاع من غيره فطعام بدل من فدية طعام مساكين مدنى وابن ذكوان وكان ذلك في بدء الإسلام فرض عليهم الصوم ولم يتعودوه فاشتد عليهم فرخص لهم في الإفطار والفدية ثم نسخ التخيير بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه ولهذا كرر قوله فمن كان منكم مريضا أو على سفر لأنه لما كان
(٨٩)