البقرة ((190 _ 194)) المناصبة من الشيوخ والصبيان والرهبان والنساء أو الكفرة كلهم لأنهم قاصدون لمقاتلة المسلمين فهم في حكم المقاتلة * (ولا تعتدوا) * في ابتداء القتال أو بقتال من نهيتم عنه من النساء والشيوخ ونحوهما أو بالمثلة * (إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم) * وجدتموهم والثقف الوجود على وجه الأخذ والغلبة * (وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) * أي من مكة وعدهم الله تعالى فتح مكة بهذه الآية وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن لم يسلم منهم يوم الفتح * (والفتنة أشد من القتل) * أي شركهم بالله أعظم من القتل الذي يحل بهم منكم وقيل الفتنة عذاب الآخرة وقيل المحنة والبلاء الذي ينزل بالانسان فيعذب به أشد عليه من القتل وقيل لحكيم ما أشد من الموت قال الذي يتمنى فيه الموت فقد جعل الاخراج من الوطن من الفتن التي يتمنى عندها الموت * (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه) * أي ولا تبدءوا بقتالهم في الحرم حتى يبدءوا فعندنا المسجد الحرام يقع على الحرم كله * (فإن قاتلوكم فاقتلوهم) * في الحرم فعندنا يقتلون في الأشهر الحرم لا في الحرم إلا أن يبدءوا بالقتال معنا فحينئذ نقتلهم و إن كان ظاهر قوله * (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) * يبيح القتل في الأمكنة كلها لكن لقوله * (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه) * خص الحرم إلا عند البداءة منهم كذا في شرح التأويلات * (كذلك جزاء الكافرين) * مبتدأ وخبر ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فان قتلوكم حمزة وعلى * (فإن انتهوا) * عن الشرك والقتال * (فإن الله غفور) * لما سلف من طغيانهم * (رحيم) * بقبول توبتهم وإيمانهم * (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) * شرك وكان تامة وحتى بمعنى كي أو إلى أن * (ويكون الدين لله) * خالصا ليس للشيطان فيه نصيب أي لا يعبدونه شيء * (فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) * فان امتنعوا عن الكفر فلا تقاتلوهم فإنه لا عدوان إلا على الظالمين ولم يبقوا ظالمين أو فلا تظلموا إلا الظالمين غير المتهين سمى جزاء الظالمين ظلما للمشاكلة كقوله فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه قاتلهم المشركون عام الحديبية في الشهر الحرام وهو ذو القعدة فقيل لهم عند خروجهم لعمرة القضاء وكراهتم القتال وذلك في ذي القعدة * (الشهر الحرام) * مبتدأ خبره * (بالشهر الحرام) * أي هذا الشهر بذلك الشهر وهتكة بهتكه يعنى تهتكون حرمته عليهم كما هتكوا حرمته عليكم * (والحرمات قصاص) *
(٩٤)