البقرة (184 _ 185)) مذكورا مع المنسوخ ذكر مع الناسخ ليدل على بقاء هذا الحكم وقيل معناه لا يطيقونه فأضمر لا لقراءة حفصة كذلك وعلى هذا لا يكون منسوخا * (فمن تطوع خيرا) * فزاد على مقدار الفدية * (فهو خير له) * فالتطوع أو الخير خير له يطوع بمعنى يتطوع حمزة وعلى * (وأن تصوموا) * أيها المطيقون * (خير لكم) * من الفدية وتطوع الخير وهذا في الابتداء وقيل و أن تصوموا في السفر والمرض خير لكم لأنه أشق عليكم * (إن كنتم تعلمون) * شرط محذوف الجواب * (شهر رمضان) * مبتدأ خبره * (الذي أنزل فيه القرآن) * أي ابتدى فيه إنزاله وكان ذلك في ليلة القدر أو أنزل في شأنه القرآن وهو قوله تعالى * (كتب عليكم الصيام) * وهو بدل من الصيام أو خبر مبتدأ محذوف أي هو شهر والرمضان مصدر رمض إذا احترق من الرمضاء فأضيف إليه الشهر وجعل علما ومنع الصرف للتعريف والألف والنون وسموه بذلك لارتماضهم فيه من حر الجوع ومقاساة شدته ولأنهم سموا الشهور بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فإن قلت ما وجه ما جاء في الحديث من صام رمضان إيمانا واحتسابا من أن التسمية واقعة مع المضاف والمضاف إليه جميعا قلت هو من باب الحذف لا من الإلباس القرآن حيث كان غير مهموز مكي وانتصب * (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) * على الحال أي أنزل وهو هداية للناس إلى الحق وهو آيات واضحات مكشوفات مما يهدى إلى الحق ويفرق بين الحق والباطل ذكر أولا أنه هدى ثم ذكر أنه بينات من جملة ما هدى به الله وفرق بين الحق والباطل من وحيه وكتبه السماوية الهادية الفارقة بين الهدى والضلال * (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) * فمن كان شاهدا أي حاضرا مقيما غير مسافر في الشهر فليصم فيه ولا يفطر والشهر منصوب على الظرف وكذا الهاء في ليصمه ولا يكون مفعولا به لأن المقيم والمسافر كلاهما شاهدان للشهر * (ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) * فعدة مبتدأ والخبر محذوف أي فعليه عدة أي صوم عدة * (يريد الله بكم اليسر) * حيث أباح الفطر بالسفر والمرض * (ولا يريد بكم العسر) * ومن فرض الفطر على المريض والمسافر حتى لو صاما تجب عليهما الإعادة فقد عدل عن موجب هذا * (ولتكملوا العدة) * عدة ما أفطرتم بالقضاء إذا زال المرض والسفر والفعل المعلل محذوف مدلول عليه بما سبق تقديره لتعلموا ولتكملوا العدة * (ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) * شرع ذلك يعنى جملة ما ذكر من أمر الشاهد بصوم الشهر وأمر المرخص له بمراعاة
(٩٠)