تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٩٨
البقرة (198 _ 201)) كيف تذكرونه ولا تعدلوا عنه * (وإن كنتم من قبله) * من قبل الهدى * (لمن الضالين) * الجاهلين لا تعرفون كيف تذكرونه وتعبدونه و إن مخففة من الثقيلة واللام فارقة * (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) * ثم لتكن إفاضتكم من حيث أفاض الناس ولا تكن من المزدلفة قالوا هذا أمر لقريش بالإفاضة من عرفات إلى جمع وكانوا يقفون بجمع وسائر الناس بعرفات ويقولون نحن قطان حرمه فلا نخرج منه وقيل الإفاضة من عرفات مذكورة فهي الإفاضة من جمع إلى منى والمراد بالناس على هذا الحمس ويكون الخطاب للمؤمنين * (واستغفروا الله) * من مخالفتكم في الموقف ونحو ذلك من جاهليتكم أو من تقصيركم في أعمال الحج * (إن الله غفور رحيم) * بكم * (فإذا قضيتم مناسككم) * فإذا فرغتم من عباداتكم التي أمرتم بها في الحج ونفرتم * (فاذكروا الله كذكركم آباءكم) * أي فاذكروا الله ذكرا مثل ذكركم آباءكم والمعنى فأكثروا من ذكر الله وبالغوا فيه كما تفعلون في ذكر آبائكم ومفاخرهم وأياسهم وكانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا بين المسجد بمنى وبين الجبل فيعددون فضائل آبائكم ويذكرون محاسن أيامهم * (أو أشد ذكرا) * أي أكثر وهو في موضع جر عطف على ما أضيف إليه الذكر في قوله كذكركم كما تفولون كذكر قريش آباءهم أو قوم أشد منهم ذكرا وذكرا تمييز * (فمن الناس من يقول) * فمن الذين يشهدون الحج من يسأل الله حظوظ الدنيا فيقول * (ربنا آتنا في الدنيا) * اجعل إتياننا أي إعطاءنا في الدنيا خاصة يعنى الجاه والغنى * (وما له في الآخرة من خلاق) * نصيب لأن همه مقصور على الدنيا لكفره بالآخرة والمعنى أكثروا ذكر الله ودعاءه لأن الناس من بين مقل لا يطلب بذكر الله إلا أغراض الدنيا ومكثر يطلب خير الدارين فكونوا من المكثرين أي من الذين قيل فيهم * (ومنهم) * ومن الذين يشهدون الحج * (من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة) * نعمة وعافية أو علما وعبادة * (وفي الآخرة حسنة) * عفوا ومغفرة أو المال والجنة أو ثناء الخلق ورضا الحق أو الإيمان والأمان أو الإخلاص والخلاص أو السنة والجنة أو القناعة والشفاعة أو المرأة الصالحة والحور العين أو العيش على سعادة والبعث من القبور على بشارة * (وقنا عذاب النار) * احفظنا من عذاب جهنم أو عذاب النار امرأة السوء * (أولئك) * أي الداعون بالحسنتين
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»