تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٣٢
في سبيل الله أو في سبيل الشيطان * (أو نذرتم من نذر) * في طاعة الله أو في معصيته * (فإن الله يعلمه) * لا يخفى عليه وهو مجازيكم عليه * (وما للظالمين) * الذين يمنعون الصدقات أو ينفقون أموالهم في المعاصي أو ينذرون في المعاصي أو لا يفون بالنذور * (من أنصار) * ممن ينصرهم من الله ويمنعهم من عقابه * (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) * فنعم شيأ ابداؤها وما نكرة غير موصلة ولا موصوفة والمخصوص بالمدح هي فنعما هي بكسر النون وإسكان العين أبو عمرو ومدنى غير ورش وبفتح النون وكسر العين شامي وحمزة وعلى وبكسر النون والعين غيرهم * (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء) * وتصيبوا بها مصارفها مع الإخفاء * (فهو خير لكم) * فالاخفاء خير لكم قولوا المراد صدقات التطوع والجهر في الفرائض أفضل لنفى التهمة حتى إذا كان المزكى من لا يعرف باليسار كان إخفاؤه أفضل والمتطوع إن أراد أن يفتدى به كان إظهاره أفضل * (ونكفر) * بالنون وجزم الراء مدنى وحمزة وعلى وبالياء ورفع الراء شامي وحفص وبالنون والرفع غيرهم فمن جزم فقد عطف على محل الفاء وما بعده لأنه جواب الشرط ومن رفع فعلى الاستئناف والياء على معنى يكفر الله * (عنكم من سيئاتكم) * والنون على معنى نحن نكفر * (والله بما تعملون) * من الابداء والإخفاء * (خبير) * عالم * (ليس عليك هداهم) * لا يجب عليك أن تجعلهم مهديين إلى الانتهاء عما نهوا عنه من المن والأذى والانفاق من الخبيث وغير ذلك وما عليك إلا أن تبلغهم النواهي فحسب * (ولكن الله يهدي من يشاء) * أوليس عليك التوفيق على الهدى أو خلق الهدى و إنما ذلك إلى الله * (وما تنفقوا من خير) * من مال * (فلأنفسكم) * فهو لأنفسكم لا ينتفع به غيركم فلا تمنوا به على الناس ولا تؤذوهم بالتطاول عليهم * (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله) * وليست نفقتكم إلا ابتغاء وجه الله أي رضا الله ولطلب ما عنده فما بالكم تمنون بها وتنفقون الخبيث الذي لا يوجه مثله إلى الله أو هذا نفى معناه النهى أي ولا تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله * (وما تنفقوا من خير يوف إليكم) * ثوابه أضعافا مضاعفة فلا عذر لكم في أن ترغبوا عن إنفاقه و أن يكون على أحسن الوجوه وأجملها * (وأنتم لا تظلمون) *
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»