تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٣١
البقرة (266 _ 270)) وجدها محبطة فيتحسر عند ذلك حسرة من كانت له جنة جامعة للثمار فبلغ الكبر وله أولاد ضعاف والجنة معاشهم فهلكت بالصاعقة * (كذلك) * كهذا البيان الذي بين فيما تقدم * (يبين الله لكم الآيات) * في التوحيد والدين * (لعلكم تتفكرون) * فتنتبهوا * (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم) * من جياد مكسوباتكم وفيه دليل وجوب الزكاة في أموال التجارة * (ومما أخرجنا لكم من الأرض) * من الحب والثمر والمعادن وغيرها والتقدير ومن طيبات ما أخرجنا لكم إلا أنه حذف لذكر الطيبات * (ولا تيمموا الخبيث) * ولا تقصدوا المال الردئ * (منه تنفقون) * تخصونه بالانفاق وهو في محل الحال أي ولا تيمموا الخبيث منفقين أي مقدرين النفقة * (ولستم بآخذيه) * وحالكم أنكم لا تأخذونه في حقوقكم * (إلا أن تغمضوا فيه) * إلا بأن تتسامحوا في أخذه وتترخصوا فيه من قولك أعمض فلان عن بعض حقه إذا غض بصره ويقال للبائع أغمض أي لا تستقص كأنك لا تبصر وعن ابن عباس رضي الله عنهما كانوا يتصدقون بحشف التمر وشراره فنهوا عنه * (واعلموا أن الله غني) * عن صدقاتكم * (حميد) * مستحق للحمد أو محمود * (الشيطان يعدكم) * في الانفاق * (الفقر) * ويقول لكم إن عاقبة إنفاقكم أن تفقروا والوعد يستعمل في الخير والشر * (ويأمركم بالفحشاء) * ويغريكم على البخل ومنع الصدقات واغراء الآمر للمأمور والفاحش عند العرب البخيل * (والله يعدكم) * في الانفاق * (مغفرة منه) * لذنوبكم وكفارة لها * (وفضلا) * و أن يخلف عليكم أفضل مما أنفقتم أو ثوابا عليه في الآخرة * (والله واسع) * يوسع على من يشاء * (عليم) * بأفعالكم ونياتكم * (يؤتي الحكمة من يشاء) * علم القرآن والسنة أو العلم النافع الموصل إلى رضا الله والعمل به والحكيم عند الله هو العالم العامل * (ومن يؤت الحكمة) * ومن يؤت يعقوب أي ومن يؤته الله الحكمة * (فقد أوتي خيرا كثيرا) * تكير تعظيم أي أوتى خيرا أي خير كثير * (وما يذكر إلا أولوا الألباب) * وما يتعظ بمواعظ الله إلا ذو العقول السليمة أو العلماء العمال والمراد به الحث على العمل بما تضمنت الآي في معنى الانفاق * (وما أنفقتم من نفقة) *
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»