سورة الغاشية (1 6) مكية وهي ست وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم (هل أتاك حديث الغاشية) قد أتاك حديث القيامة تغشى كل شيء بالأهوال (وجوه يومئذ) يعني يوم القيامة (خاشعة) ذليلة (عالة ناصبة) قال عطاء عن ابن عباس يعني الذين عملوا ونصبوا في الدنيا على غير دين الإسلام من عبدة الأوثان وكفار أهل الكتاب مثل الرهبان وغيرهم لا يقبل الله منهم اجتهادا في ضلالة يدخلون النار يوم القيامة وقول سعيد بن جبير وزيد بن أسلم ومعنى النصب الدأب في العمل بالتعب وقال عكرمة والسدي عاملة في الدنيا بالمعاصي ناصبة في الآخرة في النار وقال بعضهم عاملة في النار ناصبة فيها قال الحسن لم تعزل لله في الدنيا فأعملها وأنصبها في النار بمعالجة السلاسل والأغلال وبه قال قتادة وهي رواية العوفي عن ابن عباس قال ابن مسعود تخوض في النار كما تخوض الإبل في الوحل قال الكلبي يجرون على وجوههم في النار وقال الضحاك يكلفون ارتقاء جبل من حديد في النار والكلام خرج على الوجوه والمراد منها أصحابها (تصلى نارا) قرأ أهل البصرة وأبو بكر (تصلى) بضم التاء اعتبار بقوله (تسقى من عين آنية) وقرأ الآخرون بفتح التاء (حامية) قال ابن عباس قد حميت فهي تتلظى على أعداء الله (تسقى من عين آنية) متناهية في الحرارة قد أوقدت عليها جهنم منذ خلقت فدفعوا إليها وردا عطاشا قال المفسرون لو وقعت منها قطرة على جبال الدنيا لذابت هذا شرابهم ثم ذكر طعامهم فقال (ليس لهم طعام إلا من ضريع) قال مجاهد وعكرمة وقتادة هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض تسميه قريش الشبرق فإذا هاج سموه الضريع وهو أخبث طعام وابشعه وهو رواية العوفي عن ابن عباس قال الكلبي لا تقربه دابة إذا يبست قال ابن زيتد أما في الدنيا فإن الضريع الشوك
(٤٧٨)