تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٥
النجم الآية 42 47 وبسعيه قال الشاعر (إن أجز علقمة ابن سعد سعيه لم أجزه ببلاء يوم واحد) فجمع بين اللغتين 42 (وأن إلى ربك المنتهى) أي منتهى الخلق ومصيرهم إليه وهو مجازيهم بأعمالهم وقيل منه ابتداء المنة وإليه انتهاء الآمال أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسن بن محمد الشيباني أنا محمد بن سليمان بن الفتح الحنبلي ثنا علي بن محمد المصري أنا أبو إسحاق بن منصور الصعدي أنا العباس بن زفر عن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (وأن إلى ربك المنتهى) قال \ لا فكرة في الرب \ وهذا مثل ما روي عن أبي هريرة مرفوعا \ تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق \ فإنه لا تحيط به الفكرة 43 (وأنه هو أضحك وأبكى) فهذا يدل على أن كل ما يعمله الإنسان فبقضائه وخلقه حتى الضحك والبكاء قال مجاهد والكلبي أضحك أهل الجنة في الجنة وأبكى أهل النار في النار وقال الضحاك أضحك الأرض بالنبات وأبكى السماء بالمطر قال عطاء بن أبي مسلم يعني فرح وأحزن لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أنا قيس هو ابن الربيع الأسدي ثنا سماك بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم وكان أصحابه يجلسون فيتناشدون الشعر ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم معهم إذا ضحكوا يعني النبي صلى الله عليه وسلم وقال معمر عن قتادة سئل ابن عمر هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون قال نعم والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل 44 (وأنه هو أمات وأحيا) أي أمات في الدنيا وأحيا للبعث وقيل أمات الآباء وأحيا الأبناء وقيل أمات الكافر بالنكرة وأحيا المؤمن بالمعرفة 45 (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى) من كل حيوان 46 (من نطفة إذا تمنى) أي تصب في الرحم يقال منى الرجل وأمنى قال الضحاك وعطاء بن أبي رباح وقال آخرون تقدر يقال منيت الشيء إذا قدرته 47 (وأن عليه النشأة الأخرى) أي الخلق الثاني للبعث يوم القيامة
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»