النجم الآية 24 30 23 (إن هي) ما هذه الأصنام (إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان) حجة وبرهان بما تقولون إنها آلهة ثم رجع إلى الخبر بعد المخاطبة فقال (إن يتبعون إلا الظن) في قولهم إنها آلهة (وما تهوى الأنفس) وهو ما زين لهم الشيطان (ولقد جاءهم من ربهم الهدى) البيان بالكتاب والرسول أنها ليست بآلهة وأن العبادة لا تصلح إلا لله الواحد القهار 24 (أم للإنسان ما تمنى) أيظن الكافر أن له ما يتمنى ويشتهي من شفاعة الأصنام 25 (فلله الآخرة والأولى) ليس كما ظن الكافر وتمنى بل لله الآخرة والأولى لا يملك أحد فيهما شيئا إلا بإذنه 26 (وكم من ملك في السماوات) ممن يعبدهم هؤلاء الكفار ويرجون شفاعتهم عند الله (لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله) في الشفاعة (لمن يشاء ويرضى) أي من أهل التوحيد قال ابن عباس يريد لا تشفع الملائكة إلا لمن رضي الله عنه وجمع الكناية في قوله شفاعتهم والملك واحد لأن المراد من قوله (وكم من ملك) الكثرة فهو كقوله (فما منكم من أحد عنه حاجزين) 27 (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى) أي بتسمية الأنثى حين قالوا إنهم بنات الله 28 (وما لهم به من علم) قال مقاتل معناه ما يستيقنون أنهم إناث (إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) والحق بمعنى العلم أي لا يقوم الظن مقام العلم وقيل الحق بمعنى العذاب أي أظنهم لا ينقذهم من العذاب 29 (فأعرض عمن تولى عن ذكرنا) يعني القرآن وقيل الإيمان (ولم يرد إلا الحياة الدنيا) 30 ثم صغر رأيهم فقال (ذلك مبلغهم من العلم) أي ذلك نهاية علمهم وقدر عقولهم أن آثروا الدنيا على الآخرة وقيل لم يبلغوا من العلم إلا ظنهم أن الملائكة بنات الله وأنها تشفع لهم فاعتمدوا على ذلك وأعرضوا عن القرآن (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) أي هو عالم بالفريقين فيجازيهم
(٢٥١)