تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٢
النجم الآية 31 32 31 (ولله ما في السماوات وما في الأرض) وهذا معترض بين الآية الأولى وبين قوله (ليجزي الذين أساؤا بما عملوا) فاللام في قوله (ليجزي) متعل قبمعنى الآية الآولى لأنه إذا كان أعلم بهم جازى كلا بما يستحقه الذين أساؤا أي أشركوا بما عملوا من الشرك (ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) وحدوا ربهم بالحسنى بالجنة وإنما يقدر على مجازاة المحسن والمسيء إذا كان كثير الملك ولذلك قال (ولله ما في السماوات وما في الأرض) 32 ثم وصفهم فقال (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم) اختلفوا في معنى الآية فقال قوم هذا استثناء صحيح واللمم من الكبائر والفواحش ومعنى الآية إلا أن يلم بالفاحشة مرة ثم يتوب ويقع الوقعة ثم ينتهي وهو قول أبي هريرة ومجاهد والحسن ورواية عطاء عن ابن عباس قال عبد الله بن عمرو بن العاص اللمم ما دون الشرك وقال السدي وأبو صالح سئلت عن قول الله تعالى (إلا اللمم) فقلت هو الرجل يلم بالذنب ثم لا يعاوده فذكرت ذلك لابن عباس فقال لقد أعانك عليها ملك كريم وروينا عن عطاء عن ابن عباس في قوله (إلا اللمم) قال قال صلى الله عليه وسلم \ إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك إلا ألما \ وأصل اللمم والإلمام ما يعمله الإنسان الحين بعد الحين ولا يكون له إعادة ولا إقامة عليه وقال آخرون هذا استثناء منقطع مجازه لكن اللمم ولم يجعلوا اللمم من الكبائر والفواحش ثم اختلفوا في معناه فقال بعضهم هو ما سلف في الجاهلية فلا يؤاخذهم الله به وذلك أن المشركين قالوا للمسلمين إنهم كانوا بالأمس يعملون معنا فأنزل الله هذه الآية وهذا قول زيد بن ثابت وزيد بن أسلم وقال بعضهم هو صغار الذنوب كالنظرة والغمزة والقبلة وما كان دون الزنا وهذا قول ابن مسعود وأبي هريرة ومسروق والشعبي ورواية طاوس عن ابن عباس أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا محمود بن عيلان أنا عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال ما رأيت أشبه باللمم مما قاله أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم \ إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه \ ورواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد \ والعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى \ وقال الكلبي
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»