يس الآية 40 42 أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله (والشمس تجري لمستقر لها) قال \ مستقرها تحت العرش \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا الحميدي أنا وكيع ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس \ أتدري أين تذهب \ قال قلت الله ورسوله أعلم قال \ فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) \ وروى عن عمرو بن دينار عن ابن عباس والشمس تجري لا مستقر لها وهي قراءة ابن مسعود أي لا قرار لها ولا وقوف فهي جارية أبدا ذلك تقدير العزيز العليم 39 (والقمر قدرناه) أي قدرنا له قرأ ابن كثير ونافع وأهل البصرة القمر برفع الراء لقوله (وآية لهم الليل والشمس والقمر) وقرأ الآخرون بالنصب لقوله (قدرناه) أي قدرنا القمر (منازل) وقد ذكرنا أسامي المنازل في سورة يونس فإذا صار القمر إلى آخر المنازل دق فذلك قوله (حتى عاد كالعرجون القديم) والعرجون عود العذق الذي عليه الشماريخ فإذا قدم عتق يبس وتقوس واصفر فشبه القمر في دقته وصفرته في آخر المنازل به 40 (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) أي لا يدخل النهار على الليل قبل انقضائه ولا يدخل الليل على النهار قبل انقضائه وهو قوله تعالى (ولا الليل سابق النهار) أي هما يتعاقبان بحساب معلوم لا يجيء أحدهما قبل وقته وقيل لا يدخل أحدهما في سلطان الآخر لا يطلع الشمس بالليل ولا يطلع القمر بالنهار وله ضوء وإذا اجتمعا وأدرك كل واحد منهما صاحبه قامت القيامة وقيل (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) أي تجتمع معه في فلك واحد (ولا الليل سابق النهار) أي لا يتصل ليل بليل لا يكون بينهما فاصل (وكل في فلك يسبحون) يجرون 41 (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم) قرأ أهل المدينة والشام ويعقوب (ذرياتهم) بجمع وقرأ الآخرون (ذريتهم) على التوحيد فمن جمع كسر التاء ومن لم يجمع نصبها والمراد بالذرية الآباء والأجداد واسم الذرية يقع على الآباء كما يقع على الأولاد (في الفلك المشحون) أي المملوء وأراد سفينة نوح وهؤلاء من نسل من حمل مع نوح وكانوا في أصلابهم 42 (وخلقنا لهم من مثله ما يركبون) قيل أراد به السفن التي عملت بعد سفينة نوح على هيئتها وقيل أراد بالسفن التي تجري في الأنهار فهي في الأنهار كالفلك الكبار في البحار هذا قول قتادة والضحاك
(١٣)