تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٢
يس الآية 33 39 33 (وآية لهم الأرض الميتة أحييناها) بالمطر (وأخرجنا منها حبا) يعني الحنطة والشعير وما أشبههما (فمنه يأكلون) أي من الحب 34 (وجعلنا فيها جنات) بساتين (من نخيل وأعناب وفجرنا فيها) في الأرض (من العيون) 35 (ليأكلوا من ثمره) أي من الثمر الحاصل بالماء (وما عملته) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عملت بغيرها وقرأ الآخرون عملته بالهاء أي يأكلون من الذي عملته (أيديهم) من الزرع والغرس والهاء عائدة إلى (ما) التي هي بمعنى الذي وقيل ما للنفي في قوله ما عملته أيديهم أي وجدوها معمولة ولم تعمله أيديهم ولا صنع لهم فيها وهذا معنى قول الضحاك ومقاتل وقيل أراد العيون والأنهار التي لم تعملها يد خلق مثل دجلة والفرات والنيل ونحوها (أفلا يشكرون) نعمة الله 36 (سبحان الذي خلق الأزواج كلها) أي الأصناف كلها (مما تنبت الأرض) من الثمار والحبوب (ومن أنفسهم) يعني الذكور والإناث (ومما لا يعلمون) مما خلق من الأشياء من دواب البر والبحر 37 (وآية لهم) تدل على قدرتنا (الليل نسلخ) ننزع ونكشك (منه النهار فإذا هم مظلمون) داخلون في الظلمة ومعناه نذهب النهار ونجيء بالليل وذلك أن الأصل هي الظلمة والنهار داخل عليها فإذا غربت الشمس سلخ النهار من الليل فتظهر الظلمة 38 (والشمس تجري لمستقر لها) أي إلى مستقر لها قيل إلى انتهاء سيرها عند انقضاء الدنيا وقيام الساعة وقيل إنها تسير حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع فذلك مستقرها لأنها لا تجاوزها وقيل مستقرها نهاية ارتفاعها في السماء في الصيف ونهاية هبوطها في الشتاء وقد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال \ مستقرها تحت العرش \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا الحميدي أنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»