تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٨
يونس الآية 66 69 العذافري أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أنا عبد الرزاق أنا معمر عن بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ إنكم تدعون فيفدم على أفواهكم بالفدام فأول يسأل عن أحدكم فخذه وكفه \ أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا أبو بكر بن أبي النضر حدثني هاشم بن القاسم أنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد المكتب عن فضيل عن الشعبي عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال \ هل تدرون مم أضحك \ قال قلنا الله ورسوله أعلم قال \ من مخاطبة العبد ربه \ يقول يا رب ألم تجزني من الظلم قال يقول بلى قال فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني قال فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا قال فيختم على فيه فيقال لأركانه انطقي قال فتنطق بأعماله قال ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسخفا فعنكن كنت أناضل 66 (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم) أي أذهبنا أعينهم الظاهرة بحيث لا يبدو لها جفن ولا شق وهو معنى الطمس كما قال الله (ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم) يقول كما أعمينا قلوبهم لو شئنا أعمينا أبصارهم الظاهرة (فاستبقوا الصراط) فتبادروا إلى الطريق (فأنى يبصرون) فكيف يبصرون وقد أعمينا أعينهم يعني لو نشاء لأضللناهم عن الهدى وتركناهم عميا يترددون فكيف يبصرون الطريق حينئذ هذا قول الحسن والسدي وقال ابن عباس وقتادة ومقاتل وعطاء معناه لو نشاء لفقأنا أعين ضلالتهم فأعميناهم عن غيهم وحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى فأبصروا رشدهم (فأنى يبصرون) ولم أفعل ذلك بهم 67 (ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم) يعني مكانهم يريد لو نشاء لجعلناهم قردة وخنازير في منازلهم وقيل لو نشاء لجعلناهم حجارة وهم قعود في منازلهم لا أرواح لهم (فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون) يعني إلى ما كانوا عليه وقيل لا يقدرون على ذهاب ولا رجوع 68 (ومن نعمره ننكسه في الخلق) قرأ عاصم وحمزة بالتشديد وقرأ الآخرون بفتح النون الأولى وضم الكاف مخففا أي نرده إلى أرذل العمر شبه الصبي في أول الخلق وقيل ننكسه في الخلق أي نضعف جوارحه بعد قوتها ونردها إلى نقصانها بعد زيادتها (أفلا يعقلون) فيعتبروا ويعلموا أن الذي قدر على تصريف أحوال الإنسان بقدر على البعث بعد الموت 69 قوله تعالى (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) قال الكلبي إن كفار مكة قالوا إن محمدا شاعر وما
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»