يونس الآية 50 55 الأولى (تأخذهم وهم يخصمون) يعني يختصمون في أمر الدنيا من البيع والشراء ويتكلمون في المجالس والأسواق قرأ حمزة (يخصمون) بسكون الخاء وتخفيف الصاد أي يغلب بعضهم بعضا بالخصام وقرأ الآخرون بتشديد الصاد أي يختصمون أدغمت التاء في الصاد ثم ابن كثير ويعقوب وورش يفتحون الخاء بنقل حركة التاء المدغمة إليها ويجزمها أبو جعفر وقالون ويروم فتحة الخاء أبو عمرو وقرأ الباقون بكسر الخاء وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد رفع رجل أكلته إلى فيه فلا يطعمها \ 50 قوله عز وجل (فلا يستطيعون توصية) أي لا يقدرون الإيصاء قال مقاتل عجلوا عن الوصية فماتوا (ولا إلى أهلهم يرجعون) ينقلبون والمعنى أن الساعة لا تمهلهم لشيء 51 (ونفخ في الصور) وهي الأخيرة نفخة البعث وبين النفختين أربعون سنة (فإذا هم من الأجداث) يعني القبور واحدها جدث (إلى ربهم ينسلون) يخرجون من القبور أحياء ومنه قيل للولد نسل لخروجه من بطن أمه 52 (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) قال أبي بن كعب وابن عباس وقتادة إنما يقولون هذا لأن الله تعالى يرفع عنهم العذاب بين النفختين فيرقدون فإذا بعثوا بعد النفخة الأخيرة وعاينوا القيامة دعوا بالويل وقال أهل المعاني إن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كالنوم فقالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ثم قالوا (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) أقروا حين لم ينفعهم الإقرار وقيل قالت الملائكة لهم (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) قال مجاهد يقول الكفار (من بعثنا من مرقدنا) فيقول المؤمنون (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) 53 (إن كانت) ما كانت (إلا صيحة واحدة) يعني النفخة الأخيرة (فإذا هم جميع لدينا محضرون) 54 (فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون) 55 (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (في شغل) بسكون الغين والباقون بضمها وهما لغتان مثل السحت والسحت واختلفوا في معنى الشغل قال ابن عباس في
(١٥)