تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٤
الصافات الآية 12 19 الأمم الخالية لأن من يذكر فيمن يعقل يقول إن هؤلاء ليسوا بأحكم خلقا من غيرهم من الأمم وقد أهلكناهم بذنوبهم فما الذي يؤمن هؤلاء من العذاب ثم ذكر خلق الإنسان فقال (إنا خلقناهم من طين لازب) يعني جيد حرا لاصق يعلق باليد ومعناه اللازم إبدال الميم باء كأنه يلزم اليد وقال مجاهد والضحاك منتن 12 (بل عجبت) قرأ حمزة والكسائي بضم التاء وهي قراءة ابن مسعود وابن عباس والعجب من الله عز وجل ليس كالتعجب من الآدميين كما قال (فيسخرون منهم سخر الله منهم) وقال عز وجل (نسوا الله فنسيهم) والعجب من الآدميين إنكاره وتعظيمه والعجب من الله تعالى قد يكون بمعنى الإنكار والذم وقد يكون بمعنى الاستحسان والرضا كما جاء في الحديث \ عجب ربكم من إلكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم \ وسئل الجنيد عن هذه الآية فقال إن الله لا يعجب من شيء ولكن الله وافق رسوله لما عجب رسوله فقال (وإن تعجب فعجب قولهم) أي هو كما تقوله وقرأ الآخرون بفتح التاء على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم أي عجبت من تكذيبهم إياك (ويسخرون) يعني وهم يسخرون من تعجبك قال قتادة عجب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أنزل وضلال بني آدم وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يظن أن كل من يسمع القرآن يؤمن به فلما سمع المشركون القرآن سخروا منه ولم يؤمنوا به فعجب من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى (بل عجبت ويسخرون) 13 (وإذا ذكروا لا يذكرون) يعني إذا وعظوا بالقرآن لا يتعظون 14 (وإذا رأوا آية) قال ابن عباس ومقاتل يعني انشقاق القمر (يستسخرون) يسخرون ويستهزؤن وقيل يستدعي بعضهم عن بعض السخرية 15 (وقالوا إن هذا إلا سحر مبين) يعني سحر بين 16 (أنذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون) 17 (أوآباؤنا الأولون) أي وآباؤنا الأولون 18 (قل نعم) تبعثون (وأنتم داخرون) صاغرون والدخور أشد الصغار
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»