يس الآية 21 27 21 (اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون) قال قتادة كان حبيب في غار يعبد الله فلما بلغه خبر الرسل أتاهم فأظهر دينه فلما انتهى حبيب إلى الرسل قال لهم تسألون عن هذا أجرا قالوا لا فأقبل على قومه فقال (يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون) فلما قال ذلك قالوا له وأنت مخالف لديننا ومتابع دين هؤلاء الرسل ومؤمن بإلههم 22 فقال (ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون) قرأ حمزة ويعقوب (مالي) بإسكان الياء والآخرون بفتحها قيل أضاف الفطرة إلى نفسه والرجوع إليهم لأن الفطرة أثر النعمة وكانت عليه أظهر وفي الرجوع معنى الزجر وكان بهم أليق وقيل إنهم لما قال اتبعوا المرسلين أخذوه فرفعوه إلى الملك فقال له الملك أفأنت تتبعهم فقال (ومالي لا أعبد الذي فطرني) يعني وأي شيء لي إذا لم أعبد الخالق وإليه ترجعون تردون عند البعث فيجزيكم بأعمالكم 23 (أأتخذ من دونه آلهة) استفهام بمعنى الإنكار أي لا أتخذ من دونه آلهة (إن يردن الرحمن بضر) بسوء ومكروه (لا تغن عني) لا تدفع عني (شفاعتهم شيئا) أي لا شفاعة لها أصلا فتغني (ولا ينقذون) من ذلك المكروه وقيل لا ينقذون من العذاب لو عذبني الله إن فعلت ذلك 24 (إني إذا لفي ضلال مبين) خطأ ظاهر 25 (إني آمنت بربكم فاسمعون) يعني فاسمعوا مني فلما قال ذلك وثب القوم عليه وثبة رجل واحد فقتلوه قال ابن مسعود وطؤه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره قال السدي كانوا يرمونه بالحجارة وهو يقول اللهم اهد قومي حتى قطعوه وقتلوه وقال الحسن خرقوا خرقا في حلقة فعلقوه بسور من سور المدينة وقبره بأنطاكية فأدخله الله الجنة وهو حي فيها يرزق 26 فذلك قوله (قيل ادخل الجنة) فلما أفضى إلى الجنة (قال يا ليت قومي يعلمون) 27 (بما غفر لي ربي) يعني بغفران ربي لي (وجعلني من المكرمين) تمنى أن يعلم قومه أن الله غفر له وأكرمه ليرغبوا في دين الرسل فلما قتل حبيب غضب الله له وعجل لهم النقمة فأمر جبريل فصاح بهم صيحة واحدة فماتوا عن آخرهم
(١٠)