بالحال ودعاه إلى الإسلام فآمن الملك وآمن قومن كثير وكفر آخرون وقيل إن ابنة للملك كانت قد توفيت ودفنت فقال شمعون للملك اطلب من هذين الرجلين أن يحييا ابنتك فطلب منهما الملك ذلك فقاما وصليا ودعوا وشمعون معهما في السر فأحيا الله المرأة وانشق القبر عنها فخرجت وقالت أسلموا فإنهما صادقان قالت ولا أظنكم تسلمون ثم طلبت من الرسولين أن يرداها إلى مكانها فذرا ترابا على رأسها وعادت إلى قبرها كما كانت وقال ابن إسحاق عن كعب ووهب بل كفر الملك وأجمع هو وقومه على قتل الرسل فبلغ ذلك حبيبا وهو على باب المدينة الأقصى فجاء يسعى إليهم يذكرهم ويدعوهم إلى طاعة المرسلين 14 فذلك قوله تعالى (إذ أرسلنا إليهم اثنين) وقال وهب اسمهما يوحنا وبولس (فكذبوهما فعززنا) يعني فقوينا (بثالث) برسول ثالث وهو شمعون وقرأ أبو بكر عن عاصم فعززنا بالتخفيف وهو بمعنى الأول كقولك شددنا وشددنا بالتخفيف والتثقيل وقيل أي فغلبناهم من قولهم من عزيز وقال كعب الرسول صادق وصدوق والثالث شلوم وإنما أضاف الله الإرسال إليه لأن عيسى إنما بعثهم بأمره تعالى (فقالوا) جميعا لأهل أنطاكية (إنا إليكم مرسلون) 15 (قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون) ما أنتم إلا كاذبون فيما تزعمون 16 (قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون) 17 (وما علينا إلا البلاغ المبين) 18 (قالوا إنا تطيرنا بكم) تشاءمنا بكم وذلك أن المطر حبس عنهم حين قدم الرسل عليهم فقالوا أصابنا هذا بشؤمكم (لئن لم تنتهوا لنرجمنكم) لنقتلنكم وقال قتادة بالحجارة (وليمسنكم منا عذاب أليم) 19 (قالوا طائركم معكم) يعني شؤمكم معكم بكفركم وتكذيبكم يعني أصابكم الشؤم من قبلكم وقال ابن عباس والضحاك حظكم من الخير والشر (أئن ذكرتم) يعني وعظتم بالله وهذا استفهام محذوف الجواب إن ذكرتم وعظتم بالله تطيرتم بنا وقرأ أبو جعفر ان بفتح الهمزة الملينة ذكرتم بالتخفيف (بل أنتم قوم مسرفون) مشركون مجاوزون الحد 20 قوله عز وجل (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) وهو حبيب النجار وقال السدي كان قصارا وقال وهب كان رجلا يعمل الحرير وكان سقيما قد أسرع فيه الجذام وكان منزله عند أقصى باب من أبواب المدينة وكان مؤمنا ذا صدقة يجمع كسبه إذا أمسى فيقسمه نصفين فيطعم نصفا لعياله ويتصدق بنصفه فلما بلغه أن قومه قد قصدوا قتل الرسل جاءهم (قال يا قوم اتبعوا المرسلين)
(٩)