تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٨
يس الآية 14 20 ويبصر فقال لهما ألنا إله دون آلهتنا قالا نعم من أوجدك وآلهتك قال قوما حتى أنظر في أمركما فتتبعهما الناس فأخذوهما وضربوهما في السوق قال وهب بعث عيسى هذين الرجلين إلى أنطاكية فأتياها فلم يصلا إلى ملكها وطال مدة مقامهما فخرج الملك ذات يوم فكبروا وذكروا الله فغضب الملك وأمر بهما فحبسا وجلد كل واحد منهما مائتي جلدة قالوا فلما كذب الرسولان وضربا بعث عيسى رأس الحواريين شمعون الصفا على أثرهما لينصرهما فدخل شمعون البلد متنكرا فجعل يعاشر حاشية الملك حتى أنسوا به فرفعوا خبره إلى الملك فدعاه فرضي عشرته وأنس به وأكرمه ثم قال له ذات يوم أيها الملك بلغني أنك حبست رجلين في السجن وضربتهما حين دعواك إلى غير دينك فهل كلمتهما وسمعت قولهما فقال الملك حال الغضب بيني وبين ذلك قال فإن رأى الملك دعاهما حتى نطلع على ما عندهما فدعاهما الملك فقال لهما شمعون من أرسلكما إلى ههنا قالا الله الذي خلق كل شيء وليس له شريك فقال لهما شمعون فصفاه وأوجزا فقال إنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد فقال شمعون وما آيتكما قالا ما تتمناه فأمر الملك حتى جاؤوا بغلام مطموس العينين وموضع عينيه كالجبهة فما زالا يدعوان ربهما حتى انشق موضع البصر فأخذا بندقتين من الطين فوضعاهما في حدقتيه فصارتا مقلتين يبصر بهما فتعجب الملك فقال شمعون للملك إن أنت سألت آلهتك حتى تصنع صنيعا مثل هذا فيكون لك الشرف ولآلهتك فقال الملك ليس لي عنك سر إن إلهنا الذي نعبده لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع وكان شمعون إذا دخل الملك على الصنم يدخل بدخوله ويصلي كثيرا ويتضرع حتى ظنوا أنه على ملتهم فقال الملك للمرسلين إن قدر إلهكم الذي تعبدانه على إحياء ميت آمنا به وبكما قالا إلهنا قادر على كل شيء فقال الملك إن ههنا ميتا مات منذ سبعة أيام ابن دهقان وأنا أخرته فلم أدفنه حتى يرجع أبوه وكان غائبا فجاؤوا بالميت وقد تغير واروح فجعلا يدعوان ربهما علانية وجعل شمعون يدعو ربه سرا فقام الميت وقال إني قدمت منذ سبعة أيام ووجدت مشركا فأدخلت في سبعة أودية من النار وأنا أحذركم ما أنتم فيه آمنوا بالله ثم قال فتحت لي أبواب السماء فنظرت فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة قال الملك ومن الثلاثة قال شمعون وهذان وأشار إلى صاحبيه فتعجب الملك لما علم فلما علم شمعون أن قوله أثر في الملك خبره
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»