تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٩٣
غافر الآية 11 12 ليس لهم كلام إلا التسبيح والتحميد قوله عز وجل (يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به) يصدقون بأنه واحد لا شريك له أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني ثنا أبو جعفر الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا عمر بن عبد الله الرقاشي ثنا جعفر بن سليمان ثنا هارون بن رباب ثنا شهر بن حوشب قال حملة العرش ثمانية فأربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك وأربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك وكأنهم ينظرون ذنوب بني آدم قوله عز وجل (ويستغفرون للذين آمنوا ربنا) يعني يقولون ربنا (وسعت كل شيء رحمة وعلما) قيل نصب على التفسير وقيل على النقل أي وسعت رحمتك وعلمك كل شيء (فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك) دينك (وقهم عذاب الجحيم) قال مطرف انصح عباد الله للمؤمنين هم الملائكة وأغش الخلق للمؤمنين هم الشياطين 8 (ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح) آمن (من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم) قال سعيد بن جبير يدخل المؤمن الجنة فيقول أين أبي أين أمي أين ولدي أين زوجتي فيقال إنهم لم يعملوا مثل عملك فيقول إني كنت أعمل لي ولهم فيقال أدخلوهم 9 (قوهم السيئات) العقوبات (ومن تق السيئات) أي ومن تقه السيئات يعني العقوبات وقيل جزاء السيئات (يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) 10 قوله عز وجل (إن الذين كفروا ينادون) يوم القيامة وهم في النار وقد مقتوا أنفسهم حين عرضت عليهم سيئاتهم وعاينوا العذاب فيقال لهم (لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون) يعني لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم اليوم أنفسكم عند حلول العذاب بكم 11 (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وقتادة والضحاك كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم فأحياهم الله في الدنيا ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها ثم أحياهم للبعث يوم القيامة فهما موتتان وحياتان وهذا كقوله تعالى (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم) وقال السدي أميتوا في الدنيا ثم أحيوا في قبورهم للسؤال ثم أميتوا في قبورهم ثم أحيوا في الآخرة (فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل) أي من خورج من النار إلى الدنيا فنصلح أعمالنا ونعمل بطاعتك نظيره (هل إلى مرد من سبيل) 12 قال الله تعالى (قال الله تعالى (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم) وفيه متورك استغني عنه لدلالة الظاهر عليه مجازه فأجيبوا أن لا سبيل إلى ذلك وهذا العذاب والخلود في النار بأنكم إذا دعي الله وحده كفرتم
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»