تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٩٥
غافر الآية 20 26 ويستريحوا (كاظمين) مكروبين ممتلئين خوفا وحزنا والكظم تردد الغيظ والخوف والحزن في القلب حتى يضيق به (ما للظالمين من حميم) قريب ينفعهم (ولا شفيع يطاع) فيشفع فيهم 19 (يعلم خائنة الأعين) أي خيانتها وهي مسارقة النظر إلى ما يحل قال مجاهد نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه (وما تخفي الصدور) 20 (والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه) يعني بالأوثان (لا يقضون بشيء) لأنها لا تعلم شيئا ولا تقدر على شيء قرأ نافع وابن عامر (تدعون) بالتاء وقرأ الآخرون بالياء (إن الله هو السميع البصير) 21 (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة) قرأ ابن عامر منكم بالكاف وكذلك هو في مصاحفهم (وآثارا في الأرض) فلم ينفعهم ذلك (فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق) يدفع عنهم العذاب 22 25 (ذلك) أي ذلك العذاب الذي نزل بهم (بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا) يعني فرعون وقومه (اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه) قال قتادة هذا غير القتل الأول لأن فرعون كان قد أمسك عن قتل الولدان فلما بعث موسى عليه السلام أعاد القتل عليهم فمعناه أعيدوا عليهم القتل (واستحيوا نساءهم) ليصدوهم بذلك عن متابعة موسى ومظاهرته (وما كيد الكافرين) وما مكر فرعون وقومه واحتيالهم (إلا في ضلال) أي يذهب كيدهم باطلا ويحيق بهم ما يريده الله عز وجل 26 (وقال فرعون) لملئه (ذروني أقتل موسى) وإنما قال هذا لأنه كان في خاصة قوم فرعون من يمنعه من قتله خوفا من الهلاك (وليدع ربه) أي وليدع موسى ربه الذي يزعم أنه أرسله إلينا فيمنعه
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»