تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٩٧
غافر الآية 30 33 29 (يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض) غالبين في أرض مصر (فمن ينصرنا من بأس الله) من يمنعنا من عذاب الله (إذ جاءنا) والمعنى لكم الملك اليوم فلا تعرضوا لعذاب الله بالتكذيب وقتل النبي فإنه لا مانع من عذاب الله إن حل بكم (قال فرعون ما أريكم) من الرأي والنصيحة (إلا ما أرى) لنفسي وقال الضحاك ما أعلمكم إلا ما أعلم (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) ما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى 30 (وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم) أي مثل عادتهم في الإقامة على التكذيب حتى أتاهم العذاب (وما الله يريد ظلما للعباد) أي لا يهلكهم قبل إيجاب الحجة عليهم 31 (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد) يوم القيامة يدعى كل أناس بإمامهم وينادي بعضهم بعضا فينادي أصحاب الجنة أصحاب النار وأصحاب النار أصحاب الجنة وينادى أصحاب الأعراف وينادى بالسعادة والشقاوة ألا إن فلان بن فلان قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا وفلان ابن فلان قد شقى شقاوة لا يسعد بعدها أبدا وينادى حين يذبح الموت يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت وقرأ ابن عباس والضحاك يوم التناد بتشديد الدال أي يوم التنافر وذلك أنهم هربوا فندوا في الأرض كما تند الإبل إذا شردت عن أربابها وقال الضحاك وكذلك إذا سمعوا زفير النار ندوا هربا فلا يأتون قطرا من الأقطار إلا وجدوا الملائكة صفوفا فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه فذلك قوله تعالى (والملك على أرجائها) وقوله (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا) 32 34 (يوم تولون مدبرين) منصرفين عن موقف الحساب إلى النار وقال مجاهد فارين غير معجزين (مالكم من الله من عاصم) يعصمكم من عذابه (ومن يضلل الله فما له من هاد ولقد جاءكم يوسف من قبل) يعني يوسف بن يعقوب من قبل أي من قبل موسى (بالبينات) يعني قوله أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار (فما زلتم في شك مما جاءكم به) قال ابن عباس من عبادة الله وحده لا شريك له (حتى إذا هلك) مات (قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا) أي أقمتم على كفركم وظننتم أن الله لا يجدد عليكم الحجة (كذلك يضل الله من هو مسرف) مشرك (مرتاب) شاك
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»