تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٨٩
الزمر الآية 74 75 جاءوها) كما في سوق الكفار وهذا كما قال الله تعالى (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء) أي ضياء والواو زائدة وقيل الواو واو الحال مجازه وقد فتحت أبوابها فأدخل الواو لبيان أنها كانت مفتحة قبل مجيئهم وحذفها في الآية الأولى لبيان أنها كانت مغلقة قبل مجيئهم فإذا لم تجعل الواو زائدة في قوله (وفتحت أبوابها) اختلفوا في جواب قوله (حتى إذا) قيل جوابه قوله (جاءوها) وقال لهم خزنتها والواو فيه ملغاة تقديره حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها قال لهم خزنتها وقال الزجاج القول عندي أن الجواب محذوف تقديره حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها (وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) دخلوها فحذف دخلوها لدلالة الكلام عليه وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم يريد أن خزنة الجنة يسلمون عليهم ويقولون طبتم قال ابن عباس طاب لكم المقام قال قتادة هم إذا قطعوا النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص بعضهم من بعض حتى إذا هذبوا وطيبوا أدخلوا الجنة فقال لهم رضوان وأصحابه (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) وروي عن علي عليه السلام قال سيقوا إلى الجنة فإذا انتهوا إليها وجدوا عند بابها شجرة يخرج من تحت ساقها عينان فيغتسل المؤمن من إحداهما فيطهر ظاهره ويشرب من الأخرى فيطهر باطنه وتلتقه الملائكة على أبواب الجنة يقولون سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين 74 (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض) أي أرض الجنة وهو قوله عز وجل (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) (نتبوأ) ننزل (من الجنة حيث نشاء) قال الله تعالى (فنعم أجر العاملين) ثوب المطيعين 75 (وترى الملائكة حافين من حول العرش) أي محدقين محيطين بالعرش المحيطين بحوافيه أي بجوانبه (يسبحون بحمد ربهم) قيل هذا تسبيح تلذذ لا تسبيح تعبد لأن التكليف متروك في ذلك اليوم (وقضى بينهم بالحق) أي قضي بين أهل الجنة والنار بالعدل (وقيل الحمد لله رب العالمين) يقول أهل الجنة شكرا حين تم وعد الله لهم
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»